نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي جلد : 1 صفحه : 187
يصحبك و ما إليه يدعوك و يجذبك . فلذلك تعبدنا الله ، أي أخذنا عبادا نعبده ، بالطريق الموصل لنا الى سعادتنا - التي هي الفوز بالنجاة و الدرجات - خاصة ، لا بأىّ طريق كان ، فانّ كل طريق و إن كان يوصلنا إليه من حيثية اسم من الأسماء - لأنّ كل اسم من وجه عين المسمّى - فذلك لا يجدي نفعا و لا يورث سعادة فانّها ، أي الأسماء ، من حيث حقائقها و آثارها مختلفة : فأين « الضارّ » من « النافع » و « المعطى » من « المانع » ؟ ! و أين « المنتقم » من « الغافر » و « المنعم اللطيف » من « القاهر » ؟ ! و هو ، أي الطريق الموصل لنا إلى سعادتنا هو ، ما شرعه الله سبحانه لنا على لسان رسوله و أمره بأن يدعونا إليه بقوله ، « قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا و من اتّبعنى و سبحان الله و ما أنا من المشركين » . و لمّا كان في الدعوة إلى الله ممّا يكون المدعوّ فيه و عليه إيهام من وجه بأنّ الحق متعيّن في الغاية مفقود في الأمر الحاضر ، و كان حرف « إلى » المذكور في قوله ، « أَدْعُوا إِلَى الله » ، حرفا يدلّ على الغاية و يوهم التحديد ، أمره أن ينبّه أهل اليقظة و اليقين على سرّ ذلك . فكأنّه يقول لهم ، « إنّى و إن دعوتكم إلى الله بصورة إعراض و إقبال ، فليس ذلك لعدم معرفتى أنّ الحق مع كلّ ما أعرض
« 1 » اقرب منه و لا يمكن : - JD
187
نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي جلد : 1 صفحه : 187