responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي    جلد : 1  صفحه : 185


< فهرس الموضوعات > همه راهها مستقيم اند ( ع ) < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > اما فقط بعضي از راهها به سعادت مي انجامند ( ع ) < / فهرس الموضوعات > محيطا بكل شيء وجودا و علما و مصاحبا كلّ شيء بمعية ذاتية مقدّسة عن المزج و الحلول و الانقسام و كلّ ما لا يليق بجلاله ، كان سبحانه منتهى كل صراط و غاية كل سالك ، كما أخبر سبحانه بعد قوله ، « وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ صِراطِ الله الَّذِي لَه ما في السَّماواتِ وَما في الأَرْضِ » ، بقوله ، « أَلا إِلَى الله تَصِيرُ الأُمُورُ » . فنبّه أنّ مصير كل شيء إليه . و كل من الأشياء يمشى على صراط ، إمّا معنوى أو محسوس بحسب سالكه . و الحق غايته ، كما قال ، « وَإِلَى الله الْمَصِيرُ » . فعرّف سبحانه نبيّه صلَّى الله عليه و سلَّم ليعرّفنا . فقال ، « وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ » منها بالنسبة إلى غيره . فهو تعالى غاية السائرين ، كما أنّه دليل الحائرين .
فكلها ، أي كل الطرق ، صراط مستقيم ، باعتبار أنّها موصلة إليه تعالى استقامة مطلقة ، لا بالنسبة إلى الغير . لكن لا شرف في مطلقاته التي يرتفع فيها التفاوت ، كمطلق معيته و مصاحبته و مطلق استقامة صراطه و مطلق الانتهاء إليه من حيث إحاطته و مطلق توجّهه الذاتي و الصفاتى معا للإيجاد فانّه لا فرق بين توجّهه إلى إيجاد العرش و القلم الأعلى و بين توجّهه إلى إيجاد النملة من حيث أحدية ذاته و من حيث التوجّه . قال تعالى ، « ما تَرى في خَلْقِ الرَّحْمنِ من تَفاوُتٍ » . و هكذا الأمر في معيته الذاتية و صحبته ، فانّه مع أدنى مكوّناته كهو مع أشرفها و أعلاها بمعية ذاتية قدسية لائقة . و هكذا الأمر في إحاطته فانّه بكل شيء محيط رحمة و علما . و رحمته هنا وجوده ، إذ ليس ثمّة ما يشترك فيه الأشياء على ما بينها من التفاوت و الاختلاف إلَّا الوجود . و علمه سبحانه في حضرة أحدية ذاته لا يغاير ذاته و لا يمتاز عنه ، إذ لا تعدّد هناك بوجه أصلا .
فاذن بمجرّد ثبوت أنّه غاية كل شيء و منتهى كل طريق و مع كل شيء و محيط به باطن كل شيء و ظاهره ، لا تعمّ الفائدة ، و لا يتمّ السعادة [ 167 ]

185

نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست