responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي    جلد : 1  صفحه : 134


سبحانه ، ظهر في كل صورة و إن لم يشاء ، لم تنضف إليه صورة . بل الحق أنّ الحق منزّه في عين التشبيه و مطلق عن التقيّد و الحصر في التشبيه و التنزيه .
و ذلك لأنّ التنزيه عن سمات الجسمانيات و صفات المتحيّزات تشبيه استلزامى و تقييد تضمّنى بالمجرّدات العرية عن صفات الجسمانيات من العقول و النفوس - التي هي عرية عن سمات المتحيّزات ، برية عن أحكام الظلمانيات . و إن نزّه الحقّ أيضا منزّه عن الجواهر العقلية و الأرواح العلية و النفوس الكلية ، فذلك أيضا تشبيه معنوى بالمعاني المجرّدة عن الصور العقلية و النسب الروحانية و النفسانية . و إن نزّه عن كل ذلك ، فذلك أيضا إلحاق للحق بالعدم ، إذ الموجودات المتحقّقة الوجود و الحقائق المشهودة على النحو المعهود منحصرة في هذه الأقسام الثلاثة و الخارج عنها تحكَّم وهمى و توهّم تخيّلى ، لا علمى و ذلك أيضا تحديد عدمى بعدمات لا تتناهى . و على كل حال ، فهو تحديد و تقييد .
و ذلك تنزيه ليس له في التحقيق وجه سديد ، و حقيقة الحق المطلق تأباه و تنافيه . و لا سيّما و قد نزلت الشرائع بحسب فهم المخاطب على العموم ، و لا يسوغ أن يخاطب الحقّ عبيده بما يخرج عن ظاهر المفهوم . فكما أمرنا أن نكلَّم الناس به قدر عقولهم ، فلا يخاطبهم أيضا كذلك إلَّا بمقتضى مفهومهم و معقولهم . و لو لم يكن المفهوم العامّ معتبرا من كل وجه ، لكان ساقطا ، و كانت الاخبارات كلها مرموزة . و ذلك تدليس ، [ 133 ] و الحق تعالى يجلّ عن ذلك .
فيجب الايمان بكل ما أخبر به من غير تحكَّم عقلى و لا تأويل فكرى ، إذ * ( ما « يَعْلَمُ تَأْوِيلَه إِلَّا الله وَالرَّاسِخُونَ في الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا به » . [ 134 ]

134

نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست