إسم الكتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص ( عدد الصفحات : 413)
جزاء أو بمعنى الهبة ؟ و قال تعالى [1] ، « وَقَلِيلٌ من عِبادِيَ الشَّكُورُ » ، ببنية المبالغة ليعمّ شكر التكليف و شكر التبرّع . فشكر التبرّع : « أ فلا أكون عبدا شكورا » - قول النبىّ صلَّى الله عليه و سلَّم [2] . و شكر التكليف ما وقع به الأمر ، مثل « وَاشْكُرُوا لِلَّه » و [3] « وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ الله » . و بين الشكرين ما بين الشكورين لمن عقل من [4] الله . و داود عليه السلام [5] منصوص على خلافته و الامامة ، و غيره ليس كذلك . و من أعطى الخلافة ، فقد أعطى التحكَّم و التصرّف في العالم . ترجيع الجبال معه بالتسبيح و الطير يؤذن [6] بالموافقة ، فموافقة الإنسان له أولى . ( 18 ) فص حكمة نفسية في كلمة يونسية عادت بركته على قومه ، لأنّ الله سبحانه [7] أضافهم اليه ، و ذلك لغضبه فيه [8] . فكيف لو كان [9] حاله عليه السلام [10] حال الرضا ؟ فظنّ با لله سبحانه [11] خيرا ، فنجّاه من الغمّ . و كذلك ينجّى [12] المؤمنين ، يعنى الصادقين في أحوالهم . و من لطفه أنبت « عَلَيْه شَجَرَةً من يَقْطِينٍ » إذ خرج كالفرخ ، فلو نزل عليه الذباب ، آذاه . لمّا ساهمهم ، أدخل نفسه فيهم ، فعمّت الرحمة جميعهم . ( 19 ) فص حكمة غيبية في كلمة أيوبية لمّا لم يناقض الصبر الشكوى الى الله سبحانه [13] ، و لا قاوم الاقتدار الإلهي بصبره [14] ، و علم هذا منه ، أعطاه الله « أَهْلَه وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ » . و ركض برجله عن أمر ربّه ، فأزال بتلك الركضة آلامه ، و نبع الماء الذي هو سرّ الحياة السارية في كلّ حى طبيعىّ . فمن ماء خلق ، و به بريء [15] . فجعله رحمة [16] و ذكرى لنا و له . و رفق به فيما نذره تعليما لنا ، لنتميّز [17] في الموفين بالنذر . و جعلت الكفّارة في أمّة محمّد صلَّى الله عليه و سلَّم لتسترهم [18] عمّا يعرض لها من العقوبة في الحنث . و الكفّارة عبادة ، و الأمر بها أمر بالحنث إذا رأى خيرا ممّا حلف عليه ، فراعى
[1] تعالى : - [2] صلى اللَّه عليه و سلم : عليه السلام [3] اللَّه و : اللَّه [4] عقل من : غفل عن [5] عليه السلام : - [6] يؤذن : توذن [7] سبحانه : - [8] فيه : - [9] كان : كان فيه [10] عليه السلام : - [11] سبحانه : - [12] ينجى : ننجي [13] سبحانه : - [14] بصيره : لصبره [15] بريء : يرى [16] رحمة : رحمة له [17] لنتميز : ليتميز [18] لتسترهم : لسترهم