إسم الكتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص ( عدد الصفحات : 413)
المراتب منحصرة في خمس ، اثنتان منها منسوبتان الى الحقّ سبحانه ، و ثلاث منسوبة الى الكون و سادستها هي الجامعة بينها . و ذلك لأنّ هذه المراتب لمّا كانت مظاهر و مجالى ، فلا تخلو إمّا أن تكون مجلى و مظهرا يظهر فيه ما يظهر للحقّ سبحانه وحده ، لا للأشياء الكونيّة أو تكون مظهرا يظهر فيه ما يظهر للحقّ و للأشياء الكونيّة أيضا . فالأوّل يسمّى « مرتبة الغيب » ، لغيبة كلّ شيء كونىّ فيها عن نفسه و عن مثله . فلا ظهور لشيء فيها الَّا للحقّ تعالى . و انتفاء الظهور للأشياء يكون بأحد وجهين : أحدهما بانتفاء أعيانها بالكلية - حيث « كان لله ، و لا شيء معه » - فينتفى الظهور لها علما و وجدانا لانتفاء أعيانها بالكلية . و ذلك المجلى هو التعيّن الأوّل و المرتبة الأولى من الغيب . و الوجه الثاني بانتفاء صفة الظهور للأشياء عن أعيان الأشياء مع تحقّقها و تميّزها و ثبوتها في العلم الأزلىّ و ظهورها للعالم بها - لا لأنفسها و أمثالها - كما هو الأمر في الصور الثابتة في أذهاننا . و هذا المجلى و المظهر هو التعيّن الثاني و عالم المعاني و المرتبة الثانية . و يعمّهما اسم « الغيب » لما ذكرنا . و أمّا ما يكون مجلى يظهر فيه ما يظهر للأشياء الكونيّة أيضا علما و وجدانا ، فهو ثلاثة أقسام : فانّه امّا أن يكون مظهرا و مجلى يظهر فيه ما يظهر للأشياء الكونيّة الموجودة البسيطة في ذاتها ، فذلك يسمّى « مرتبة الأرواح » أو مظهرا و مجلى يظهر فيه ما يظهر للأشياء الموجودة المركَّبة ، فتلك الأشياء الموجودة المركَّبة امّا أن تكون لطيفة - بحيث لا تقبل التجزئة و التبعيض و الخرق و الالتيام - فمجلاها و محلّ ظهورها و محلّ الظهور لها يسمّى « مرتبة المثال » و امّا أن تكون الموجودات المركَّبة كثيفة بالنسبة الى تلك اللطائف - أو على الحقيقة بحيث تقبل التجزئة و التبعيض و الخرق و الالتيام - فمجلاها و محلّ صفة ظهور ما يظهر لها فيه يسمّى « مرتبة الحس » و « عالم الشهادة » و « عالم الأجسام » . و الإنسان الحقيقىّ الكامل جامع للجميع . و قد انحصرت أقسام المراتب الكلية بعون الله تعالى . وصل مراتب كلَّيّه شش است : مرتبهء اولى ، و آن غيب مغيب است و نام كرده شده است به « غيب اول »