responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي    جلد : 1  صفحه : 277


حكاية لفظية . فمن كونه ، أي فالقرآن من حيث كونه ، كلام الله مطلقا هو معجز ، لا من حيث أنّ بعضه كلام متكلَّم آخر حكاه الله سبحانه بلفظه ، فانّه ليس يلزم أن يثبت له الاعجاز من هذه الحيثية . و هو ، أي كون القرآن المتكثّر بآياتها المختلفة متّحدا في كونه كلام الله هو ، الجمعية ، التي تستلزم الاعجاز . و على هذا ، أي على طريق تلك الجمعية ، يكون جمعية الهمة للإنسان بحقائقها المختلفة . فكما أنّ تلك الجمعية إعجاز ، فكذلك جمعية الهمّة ، لما عرفت .
قال تعالى ، « وَما صاحِبُكُمْ » ، يعنى محمّدا صلَّى الله عليه و سلم ، « بِمَجْنُونٍ » ، من « الجنون » بمعنى الستر ، أي ما ستر عنه شيء ، إذ لا يعزب عن علمه مثقال ذرّة في الأرض و لا في السماء من حيث حقّيّته ، و إن كان يقول ، « أنتم أعلم بأمور دنياكم » من حيث بشريته . و ذلك لأنّ الحقيقة المحمّدية - التي هي صورة الاسم الجامع الإلهي - هي التي تربّ صور العالم كلها بالربّ الظاهر فيها الذي هو ربّ الأرباب . فلا بدّ لها من الاتّصاف بالصفات الإلهية كلها من العلم الشامل و القدرة الكاملة و غيرهما ، ليتصرّف بها في أعيان العالم على حسب استعداداتها ، و لكنّ ذلك إنّما هو من جهة حقّيّتها ، لا من جهة بشريتها ، فانّها من تلك الجهة عبد مربوب محتاج إلى ربّها ، كما نبّه سبحانه على هذه الجهة بقوله ، * ( قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ ، و على الجهة الأولى بقوله ، * ( وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ الله رَمى ، فأسند رميه إلى الله .
و الحاصل أنّ ربوبيته للعالم بالصفات الإلهية التي له من حيث مرتبته ، و عجزه و مسكنته و جميع ما يلزمه من النقائص الامكانية من حيث بشريته ، الحاصلة من التقيّد و التنزّل إلى العالم السفلى ، ليحيط بظاهره بخواصّ العالم الظاهر و بباطنه بخواصّ العالم الباطن ، فيصير مجمع البحرين و مظهر العالمين .
فنزوله أيضا كماله ، كما أنّ عروجه إلى مقامه الأصلي كماله . فالنقائص أيضا كمالات باعتبار آخر يعرفها من تنوّر قلبه بالنور الإلهي .
« و لا بضنين » ، من « الضنّ » [ 225 ] - و هو البخل - أي ليس

277

نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي    جلد : 1  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست