نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي جلد : 1 صفحه : 263
المراد ب « الظلم » إلَّا هذا . فهو ، أي الشرك ، من مظالم العباد عنده ، [ 215 ] لأنّ الشريك - كائنا ما كان - من جملة عباده سبحانه . قال تعالى ، « إِنْ كُلُّ من في السَّماواتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً » . فالظلم في حقّه يكون من مظالم العباد . و لهذا بالغ في وصيته لابنه بعدم الإشراك ، كما قال ، « يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِالله إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ » . و كما أنّ الشرك ظلم للشريك ، فكذلك هو ظلم للمرتبة الإلهية ، فانّه حكم بانقسامها و اشتراكها ، مع أنّ الأمر في نفسه لا يقبل الاشتراك . و له ، أي للقمان ، الوصايا بالجناب الإلهي ، من الايمان به و عدم الإشراك معه و الائتمار بأوامره و الانتهاء عن ما نهى عنه ، مثل وصايا المرسلين ، كما حكى الله سبحانه بعضها في سورته من القرآن . و شهد الله له ، أي للقمان ، بأنه سبحانه آتاه الحكمة في قوله تعالى ، « وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ » . فحكم [ 216 ] لقمان ، أي قيّد و ضبط ، بها ، أي بتلك الحكمة ، نفسه . و من يقدر على ضبطه عن التصرّفات الغير المرضية و الأقوال الغير المفيدة و الآراء و التصوّرات الفاسدة ؟ و لمّا آتاه الحكمة ، آتاه جوامع الخير أيضا ، أي الخيرات الجامعة الشاملة لجزئيات كثيرة ، كما قال تعالى ، « وَمن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً » .
263
نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي جلد : 1 صفحه : 263