نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي جلد : 1 صفحه : 261
علائق الحسّ حتّى بقي ستّ عشر سنة لم ينم و لم يأكل و لم يشرب على ما نقل . فعرج إلى السماء الرابعة ، التي هي محلّ القطب . ثمّ نزل بعد مدّة ببعلبكّ ، كما ينزل عيسى عليه السلام على ما أخبرنا نبينا صلَّى الله عليه و سلم . فكان « إلياس » النبي صلَّى الله عليه و سلم و « الجبل المسمّى لبنان » حقيقته الجسمانية التي يبلغ فيها الروح الإنساني الإلهي لبانتها و حاجتها من تكميل قواها بها و فيها ، و « انفلاقها » صورة الفرقان العقلي بين العالي الشريف و السافل السخيف من قواها و حقائق ذاتها ، و « الصورة الفرسية المتمثّلة من نار » نفسه الناطقة ، و هي نور في صورة فرس من نار فالصورة النارية لشدّة الشوق و الطلب الإرادي لاحراق القوى الشهوية و إحراق حجبها المانعة عن الانسلاخ و التقديس و الطهارة عن الأوساخ و الصورة الفرسية لحقيقة همّته المترقّية إلى أعالى ذرى العروج ، و « جميع آلاته » صورة تكامل قواه الروحانية للانسلاخ و المفارقة عن الأدناس و الأوساخ لأجل السير و السلوك الروحاني الذي كان بصدده . فلمّا أمر بالركوب عليه ، ركبه ، فسقطت القوى الشهوية منه عن التعلَّق بالملاذّ الجسمانية الطبيعية . فبقي روحا مجرّدا عن الشهوات ، كالملائكة و الأرواح .
261
نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي جلد : 1 صفحه : 261