نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي جلد : 1 صفحه : 241
الخامسة ، و موسى في السادسة ، و إبراهيم في السابعة صلوات الله عليهم أجمعين » . و من البيّن أنّ أرواحهم غير متحيّزة . فليس المراد من ذلك إلَّا التنبيه على قوّة نسبهم من حيث مراتبهم و علومهم و أحوالهم و مراتب أممهم إلى تلك السماء التي كانت أحوالهم هنا صورة أحكامها ، أعنى أحكام المراتب و السموات . و من هذا الباب ما يذكره الأكابر من أهل الله في اصطلاحهم بالاتّفاق بأنّ من الأولياء من هو على قلب جبرئيل ، و منهم من هو على قلب ميكائيل ، و ثمّ من هو على قلب إسرافيل على جميعهم السلام و نحو ذلك . « و إذا تقرّر هذا ، فاعلم أنّ سرّ تسمية شيخنا قدّس الله روحه هذه الحكمة ب « الحكمة النفسية » هو من أجل أنّ يونس عليه السلام كان مظهرا للصفة الكلية التي تشترك فيها النفوس الانسانية و مثالها من حيث تدبيرها للأبدان العنصرية ، و أحواله عليه السلام صور أحكام تلك الصفة الكلية و أمثلتها بحسب ما يقتضيه مرتبته و استعداده » . عادت بركته ، أي بركة يونس عليه السلام ، على قومه بأن آمنوا ، فنفعهم إيمانهم ، و كشف عنهم العذاب ، لان الله سبحانه أضافهم اليه و ألحقهم به إضافة الجزء إلى كلَّه و إلحاق الفرع إلى أصله ، و حكم الأصل يسرى إلى الفرع . فلمّا وصلت عناية الله و رحمته إلى يونس ، وصلت إلى قومه أيضا ، كما قال تعالى ، « فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ » . و ذلك ، أي عود بركته إلى قومه ، كان لغضبه عليهم فيه ، أي في الله ، حين حرج صدره لطول ما ذكَّرهم ، فلم يذكَّروا و أقاموا على كفرهم ، ففارقهم . فظنّ أنّ ذلك يسوغ حيث لم يفعله إلَّا غضبا في الله و تعصّبا لدينه و بغضا للكفر و أهله . و كان عليه أن يصابر و ينتظر الاذن من الله في المهاجرة عنهم . فابتلى ببطن الحوت . و لمّا عادت بركته عليه السلام عليهم مع كون حاله معهم حال الغضب عليهم في الله ، فكيف كان الأمر لو كان حاله عليه السلام معهم حال الرضا عنهم فيه سبحانه ؟ غضب يونس عليه السلام [1] با قومش خالصا لوجه الله بود ، نه به هواى نفس و خوش آمد خاطر . لا جرم آثار و انوار آن در احوال اقبال مآل قومش لامع شد ، و بركات و ثمرات آن به ايّام سعادت فرجامشان راجع گشت .