نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي جلد : 1 صفحه : 174
بر خلق گشتند . و دوم طريقه ايست خاص در انقياد امر حق سبحانه و رسول او صلَّى الله عليه و سلَّم كه راه يافتگان به نور حق و متفكَّران در عالم امر و خلق از نزد خود بر نفس خود تكليف كردهاند ، و در مقام عبوديت حق حقّ ربوبيت حق و شكر نعمت حق به جاى آوردهاند ، و ملازم عتبهء عبوديت گشتهاند و آن چه حق تعالى بر ايشان فرض نفرموده از غايت شفقت بر نفوس ضعيفهء ايشان - امّا فضيلت آن را به زبان انبياء يا به لمعان انوار در باطن ايشان وا ايشان نموده - ايشان آن را به جاى فرض داشتهاند و بر نفوس خود لازم گردانيدهاند . و إلى هذين القسمين أشار الشيخ رضى الله عنه بقوله ، و الدين بحسب العرف الشرعي دينان : أحدهما دين مأمور به ، أمر الله سبحانه عباده به . و هو ، أي الدين المأمور به من عند الله هو ، ما جاءت به الرسل و نزلت به الكتب من الأوضاع الشرعية و الأحكام الأصلية و الفرعية . و هذا هو الذي اصطفاه الله و أعطاه الرتبة العلية على دين الخلق . فقال تعالى ، « وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيه وَيَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ الله اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ » ، أي منقادون إليه . و ثانيهما دين معتبر ، اعتبره الله سبحانه اعتبار ما شرعه من عنده ، لأنّ الغرض منه موافق لما أراده الله سبحانه من الشرع الموضوع من عنده ، و هو تكميل النفوس علما و عملا . و هو ، أي الدين المعتبر هو ، الابتداع ، أي الطريق المبتدع المخترع ، الذي فيه تعظيم الحق سبحانه و طلب لمرضاته ، اصطلح عليه طائفة من أهل الصلاح استحسانا منهم ، يؤدّى إلى سعادة المعاد و المعاش - كالرهبانية ، التي ابتدعها الراهبون ، أعنى علماء دين المسيح عليه السلام . قال تعالى ، « وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ » ، أي ما فرضنا عليهم تلك العبادة ، « إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ الله فَما رَعَوْها » ، أي الذين كلَّفوا نفوسهم بها ، « حَقَّ رِعايَتِها فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا » بها ، أي بتلك العبودية « أَجْرَهُمْ » ، من الأنوار القدسية و الملكات النفسية ، التي هي الأخلاق الشريفة و الملكات الفاضلة . « وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ » ، أي من هؤلاء الذين شرعت فيهم هذه العبادة - و هم المقلَّدون - « فاسِقُونَ » ، أي الخارجون عن الانقياد إليها .
174
نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي جلد : 1 صفحه : 174