نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي جلد : 1 صفحه : 161
مزاجه الدماغي . و الأسباب الراجعة إليهما الإتيان بالطاعات و العبادات البدنية و الخيرات و استعمال القوى و آلاتها بموجب الأوامر الإلهية و حفظ الاعتدال بين طرفى الإفراط و التفريط فيه و دوام الوضوء و ترك الاشتغال به غير الحق دائما بالاشتغال بالذكر و غيره خصوصا من أوّل الليل إلى وقت النوم . و أسباب الخطاء ما يخالف ذلك من سوء مزاج الدماغ و اشتغال النفس باللذّات الدنيوية و استعمال القوى المتخيّلة في التخيّلات الفاسدة و الانهماك في الشهوات و الحرص على المخالفات ، فانّ كل ذلك ما يوجب الظلمة و ازدياد الحجب . فإذا أعرضت النفس من الظاهر إلى الباطن بالنوم ، يتجسّد لها هذه المعاني ، فتشغلها عن عالمها الحقيقي . فيقع مناماته أضغاث أحلام لا يوبه بها ، [ 156 ] أو يرى ما تخيّلته المتخيّلة بعينه . و الناس هنا ، أي في معرفة القسم الثاني من المنامات ، على قسمين : أحدهما عالم بموطن الرؤيا ، يعلم ما أراد الله سبحانه بالصور المرئية ، كنبيّنا صلَّى الله عليه و سلَّم حيث أتى في المنام بقدح لبن . قال ، « فشربته حتّى خرج الرىّ من أظفارى ، ثمّ أعطيت فضلى عمر » . قيل ، « ما أوّلته يا رسول الله ؟ » قال ، « العلم » . [ 157 ] و ما تركه لبنا على صورة ما رأى لعلمه بموطن الرؤيا و ما يقتضيه من التعبير . و هذا العلم لا يحصل إلَّا بانكشاف رقائق الأسماء الإلهية و المناسبات التي بين الأسماء المتعلَّقة بالباطن و بين الأسماء التي تحت حيطة الظاهر ، لأنّ الحق سبحانه إنّما يهب المعاني صورا به حكم المناسبة الواقعة بينها ، لا جزافا - كما يظنّ المحجوبون أنّ الخيال يخلق تلك الصور جزافا ، فلا يعتبرون و يسمّونها « أَضْغاثُ أَحْلامٍ » - بل المصوّر هو الحق من وراء حجابيّة الخيال ،
161
نام کتاب : نقد النصوص في شرح نقش الفصوص نویسنده : عبد الرحمن بن احمد جامي جلد : 1 صفحه : 161