نام کتاب : منطق المشرقيين نویسنده : أبو علي سينا جلد : 1 صفحه : 43
وابنية ذلك لأجل وضعه إزاء الآخر بل هو نحو وضعه إزاء الآخر لكن الآخر إذا كان مجهولا لم ينفع تعريف الأول به بل احتيج إلى ضرب من الحيلة وتذكير بالسبب الجامع بينهما فينقدح في الوقت العلم بكل واحد منهما وبهما جميعا من حيث هما مضافان انقداحا واحدا أو معا فإنه لا يجب أن يحد الأب فيقال إنه الحيوان الذي له ابن بل يقال إنه الحيوان الذي يولد من مائه أو من صنع كذا منه حيوان مشارك له في النوع أو الجنس من حيث إن ذلك متولد منه ويقال في الجار إنه ساكن دار أحد حدوده بعينه حد دار إنسان آخر من حيث هو كذلك فينقدح لك في الحال المقابلة والمتقابلان معا ويكون التعريف من أشياء هي أقدم من المعرفة من المتضايفين المجهولين لا يحتاج في تعريف شيء منها إلى استعمال المحدود أو المتعرف . واعلم أن الحد والرسم بحسب الاسم جار مجرى ما يحد ويرسم فإن كان الشيء الذي تستعمله معنى لفظه موردا على غير جهة الصواب لم يكن بد أن يطابق به ما يورد من التفهيم وأما حقائق الأشياء في أنفسها فتجري مجاريها من الصواب . وتفصيل هذا أن سائلا لو قال ليحقق لي مفهوم الإنسان الإنسان لم يكن بد من أن يقال له الحيوان الناطق الحيوان الناطق مرتين ولم يكن هذا قبيحا أو محالا بالقياس إلى السؤال وبحسب وجوب الجواب لأن ذلك الذي سأل عنه هو هذا الذي أجاب به وإن كان هذا بنفسه لا بالقياس إلى ما هو تفهيمه محالا أو قبيحا أو هذيانا وكذلك إذا سأل عن حد الأنف الأفطس أو شرح اسمه كان الجواب هو أنه أنف هو أنف ذو تقعير وذلك أنه أورد لفظ الأفطس مقرونا بالأنف والأفطس هو اسم لا لكل تقعير كيف كان بل لما كان من ذلك أنفا وهو اسم يقع على موضوع مقرون به حال فلم يوجد بد من إيراد الموضوع الذي هو الأنف في شرح مفهومه ولم يكن هذا قبيحا غير أن القبيح أو الهذيان قول من يقول أنف أفطس كما هو قبيح وهذيان أن يقول إنسان حيوان أو إنسان إنسان فإن لم يعن بالأفطس أنفا ذا تقعير بل ذا تقعير في الأنف
43
نام کتاب : منطق المشرقيين نویسنده : أبو علي سينا جلد : 1 صفحه : 43