نام کتاب : منطق المشرقيين نویسنده : أبو علي سينا جلد : 1 صفحه : 38
واعلم أن الصور والقوى الفعالة والمنفعلة إذا أورد القول المعرف إياها مأخوذا فيه أفعالها والانفعالات التي تتم بها ذاتها بحيث يكون عنها ذلك فإن القول الحق في ذلك أن ذلك القول قد يكون لها حدا وقد لا يكون وذلك لأن لها في أنفسها اعتبارين اعتبار بنفسها وذواتها التي هي بها إما جواهر وإما كيفيات واعتبار من جهة ما يلزمها مما قيل أو يصح عليها مما قيل والصحة كما قد علمت من اللوازم وليس يمكن أن تكون ذواتها مضافة معقولة الماهية بالقياس إلى الغير لأنها إما أن تكون نفس الإضافة من حيث هي إضافة أو نفس كون الشيء معقول الماهية بالقياس إلى الغير أو يكون لها وجود مفرد يلزمه أن يكون معقول الماهية بالقياس إلى الغير أو تكون إنما يقع عليها الاسم من حيث اجتماع طبيعة معقولة بنفسها وإضافة مقرونة بها يكون مجموعها هو المراد بالاسم المطلوب شرحه بالقول . ولو كانت الصور والقوى لا وجود لها إلا أن تكون معقولة بالقياس إلى الغير بنحو من الأنحاء لم يجب أن تعرف جواهر وكيفيات ولنضع أنها معدودة كذلك وإذا كانت معدودة كذلك كان لها وجود يخص ولنضع هذا أيضا وكيف لا وصدور الفعل يكون لا عن مجرد إضافة بل عن ذات لها إضافة وكذلك صدور الانفعال والزيادة في تحقيق هذا لصناعة أخرى . فبقي أن تكون إما ذوات لها وجود خاص يلزمها إضافة وإما ذوات فيها تركيب من الأمرين فإن كانت ذوات لها وجود خاص لم يخل إما أن يقصد بالقول المفسر قصد الذات فيكون تعريفه باللازم من الإضافة رسما أو يقصد قصد كونها ذات ذلك اللازم فيكون بالقياس إلى هذا المقصود حدا . وكثير من القوى والصور إنما تطلق عليها الأسماء من جهة ما يلزمها من الإضافة فيقال خفة وثقل ونحو ذلك وأما إذا كانت الصور والقوى مركبة على النحو المذكور فالاقتصار على الأمر الإضافي من جزئية غير معرف له تعريفا تاما على ما علمت أن الاقتصار على الفصول والخواص لا يتم بها التحديد بل ولا يتم بها التعريف والترسيم .
38
نام کتاب : منطق المشرقيين نویسنده : أبو علي سينا جلد : 1 صفحه : 38