responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منطق المشرقيين نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 26


مثل كون الإنسان أولا من شأنه أن يتعجب ثم من بعد ذلك كونه من شأنه أن يضحك والأول الحقيقي من هذا الباب هو الذي ليس بينه وبين الموضوع واسطة البتة وهذا هو الذي يستحق أن يقال له المحمول على الشيء بذاته ولما هو لست أعني المحمول في جواب ما هو بل المحمول على الشيء لا بسبب شيء من صفاته وأحواله بل بسبب ذاته ولأنه هو مثل الضحاك المحمول على الإنسان لا من جهة أنه إنسان حتى تلقى الإنسانية من غير واسطة بل لأجل أن الإنسان مميز متعجب فلذلك هو ضحاك فهو للإنسان بتوسط صفة له تلك الصفة تقتضيه ولولاها لما وجب أن يكون ضحاكا ولا يبعد أن يظن ظانون أن كل ما هو أول بهذا الاعتبار فيلزمه أن يكون أولا بالاعتبار الأول ويقال أول ويعنى به الشيء الذي ليس يحمل على شيء بتوسط شيء أعم منه يكون من حقه أن يكون محمولا على ذلك الأعم ثم على الشيء ولا نجد محمولا أولا على هذه الصفة إلا الجنس والفصل والخاصة وخاصة الفصل المساوية في عداد الخاصة والعوارض واللوازم التي لا تستغرق الجنس مثل الأنوثة والذكورة لأنواع الحيوان وأما جنس الجنس وفصل الجنس مثل ذي النفس الحساسة للإنسان وخاصة الجنس مثل المشتهي واللامس والعرض العام للجنس فإن هذه ليست بمحمولات أول فإنها تحمل على الجنس وتبقى محمولات ما بقيت طبيعة الجنس موجودة في أي نوع كان وإن لم يكن النوع المتكلم فيه موجودا فلا تكون محمولة على طبيعة النوع أولا وهي محمولة على طبيعة الجنس من غير انعكاس فهي محمولات على الجنس أولا وما كان منها مقوما فإنما يقوم طبيعة الجنس أولا ثم تنضاف إليها فصول فتقوم طبيعة الأنواع .
فإن قال قائل إن طبيعة الفصل علة لطبيعة الجنس وما لم تصل إلى الشيء العلة لم تصل المعلولة فهذا القائل يوجب أن يكون أعلى الأجناس محمولا أوليا بهذا المعنى الذي نحن فيه فإنا لسنا نذهب في استعمال الأول إلى هذا الأول بل إلى ما أشرنا إليه وإذا قايسنا الجنس وفصله صادفنا الفصل هو المحمول المقوم للجنس لا الجنس للفصل وإن كان يصح حمل الجنس على الفصل فليس على سبيل مقوم

26

نام کتاب : منطق المشرقيين نویسنده : أبو علي سينا    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست