نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 8
وكان أبرز سلاح استخدمه العدو الكافر والمنافق في حروبه الاستعمارية هو الرجوع إلى المادية بشكليها الشرقي ( الالحادي ) والغربي بالابتعاد عن المثل الأخلاقية والقيم الانسانية وابدالها بالابتذال والخلاعة واحياء النوازع الذاتية والأنانية في الانسان ، وابعاد العنصر الغيبي والروحي من تفكيره . وكان الشيطان أكبر معين للعدو ، وقد وقف إلى جنبه يعينه بما يستطيع لينجح بمشروعه المادي ، فإنهما قد اجتمعا على هدف واحد بل هما في الواقع حركة واحدة . وجاءت المفاجأة العظمى بانتصار الحركة الروحية والدينية بغتة بقيادة الامام الخميني ( رحمه الله ) ، فتراجعت تلك الجيوش المادية أمام قوة الروحانية العظيمة التي بعثتها حركة الامام الخميني ( قدس سره ) في المجتمع الاسلامي وفي الانسان المسلم في كل أرجاء العالم . ولكن العدو استخدم شتى الأساليب لقمع تلك القوة التي كسرته وأبشع أسلوب أكد عليه مرة أخرى هو مشروع المادية . وأنا على يقين بأنه سوف يعود مرة أخرى خائبا خاسرا أمام قوة الطرح الاسلامي ، وأصالته الروحية الاسلامية . وأعتقد أن من أهم العناصر التي تنجح معركتنا الكبيرة هو عرض الاسلام بشتى مواضيعه إلى المسلمين والى العالم كافة . ومن أهم تلك الجوانب هو التأكيد على تثبيت الروحانية الأصيلة في نفوس المسلمين ، وليس هنا محل تفصيل لهذا الموضوع المهم ، ولكننا ملزمون بالتأكيد عليه لأننا ما زلنا نعيش المعركة المادية بضراوتها وقوتها . ولابد أن ندحر الفكر المادي بشتى أشكاله ونخلص المسلمين من شره ، لأننا إذا أردنا أن نحافظ على الشخصية الاسلامية فان من أهم مرتكزاتها ومميزاتها هو روحانيتها وعمق علاقتها بالغيب ، ولا يمكننا أن نوفق بالنجاح في معركتنا هذه إلا بعد أن ندحر ما حاوله العدو من التشكيك بهذه الأصالة واختراق العقل المسلم بالتشكيك
8
نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 8