نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 39
" ذكر الموت يميت الشهوات في النفس ، ويقطع منابت الغفلة ، ويقوي القلب بمواعد الله ، ويرق الطبع ، ويكسر أعلام الهوى ، ويطفئ نار الحرص ، ويحقر الدنيا ، وهو معنى ما قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : فكر ساعة خير من عبادة سنة ، وذلك عندما تحل اطناب خيام الدنيا ، وتشدها في الآخرة ، ولا يشك [ ولا يسكن نزول على ذكر . خ . 7 ] بنزول الرحمة على ذاكر الموت بهذه الصفة . ومن لا يعتبر بالموت ، وقلة حيلته ، وكثرة عجزه ، وطول مقامه في القبر ، وتحيره في القيامة ، فلا خير فيه " . قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : " اذكروا هادم اللذات . فقيل : وما هو يا رسول الله ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : الموت . فما ذكره عبد على الحقيقة في سعة إلا ضاقت عليه الدنيا ، ولا في شدة إلا اتسعت عليه . والموت أول منزل من منازل الآخرة ، وآخر منزل من منازل الدنيا ، فطوبى لمن أكرم عند النزول بأولها ، وطوبى لمن أحسن مشايعته في آخرها . والموت أقرب الأشياء من بني آدم وهو يعده أبعد ، فما أجرأ الانسان على نفسه وما أضعفه من خلق . وفي الموت نجاة المخلصين وهلاك المجرمين ، ولذلك اشتاق من اشتاق إلى الموت ، وكره من كره . قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه " [1] . * وروي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) انه قال : " أفضل الزهد في الدنيا ذكر الموت . وأفضل العبادة ذكر الموت . وأفضل التفكر ذكر الموت ، فمن أثقله ذكر الموت وجد قبره روضة من رياض الجنة " [2] .
[1] مصباح الشريعة : ص 171 - 172 . ونقله في البحار : ج 6 ، ص 133 . [2] جامع الأخبار : ص 165 ، الفصل 131 . ونقله عنه في البحار : ج 6 ، ص 137 ، ح 41 .
39
نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 39