نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 34
وقد علق المجلسي ( رحمه الله ) بقوله : ( والحق أن العبد ما دام في دار التكليف لابد له من الخوف والرجاء . وبعد مشاهدة أمور الآخرة يغلب عليه أحدهما لا محالة بحسب ما يشاهده من أحوالها ) [1] . * ولكن مع ذلك فإن المؤلف ( رحمه الله ) قد خالف طريقته حيث ركز في آخر الكتاب على الخائفين وأمثلتهم ، ولم يذكر من أحوال الرجاء والجنة ووصفها شيئا ليتوازن الخوف بالرجاء ، ولذلك ارتأينا ان نذكر مقتطفات من المأثور في الرجاء والجنة ليكون قلب القارئ مستقيما في ميزانه . خصوصا انك قد قرأت قبل قليل ما نقله العلامة المجلسي ( رحمه الله ) عن بعضهم انه كان يقول : ( يستحب أن يغلب في حالة الصحة الخوف ، فإذا انقطع الأجل يستحب أن يغلب الرجاء ليلقى الله على حالة هي أحب إليه إذ هو سبحانه الرحمن الرحيم ويحب الرجاء . . . الخ ) [2] . وقد رأينا ان الأنسب أن نلحق تلك الروايات حول الجنة بفصل في آخر الكتاب تحت عنوان ( ذكر عدة اخبار في وصف الجنة ونعيمها ) . هل للآخرة منازل ؟ ان للآخرة منازل تبتدئ من منزل الموت ثم القبر وأحواله والبرزخ والحشر والنشور والحساب والعرض والصراط والميزان والشفاعة ومنازل النيران ومنازل الجنة وما إلى ذلك . وقد فصل العلامة السيد هاشم البحراني المتوفى سنة 1107 أو 1109 ه . ق الحديث عن جميع تلك المنازل وغيرها في كتابه معالم الزلفى . أما المؤلف القمي فإنه اختصر تلك المنازل في كتابه الكريم ( منازل الآخرة ) ، وأجاد بجمعها وعرضها بما يمكن لكل انسان أن يقرأ ويتعرف على تلك العوالم
[1] المصدر السابق . [2] راجع نهج البلاغة : ج 2 ، ص 183 ، تحقيق محمد عبدة ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج 11 ، ص 5 . الارشاد للشيخ المفيد : ج 1 ، ص 234 ، الطبعة المحققة . ونقله المجلسي في البحار : ج 73 ، ص 106 ، ح 102 . وفي : ج 73 ، ص 134 ، ح 138 .
34
نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 34