نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 31
إسم الكتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة ( عدد الصفحات : 306)
( والخوف غير القنوط ) [1] . وان الاشكال المتقدم انما هو على القنوط وليس على الخوف ، لأن الخوف لم يترك الأمل وهو الرجاء ، بل يقف إلى جانبه يوازنه ، لأن الأمل - الرجاء - بلا خوف معناه الغرور والحماقة . وعلى كل حال فالخوف أسلوب مطلوب لتأديب النفس ولكنه لابد وأن يلازمه الرجاء ليتوازن ميزان النفس فلا افراط ولا تفريط ، فكلما ازداد الخوف ازداد الرجاء والأمل . وعلى السالك أن ينتبه إلى حالة الخوف أن لا تكون ملكة نفسانية عنده ، وكذلك الرجاء ، بحيث يكونا الداعي إلى عبادته تعالى ، كما يلزم المرشد أن ينتبه في وعظه وارشاده وهديه أن لا يكون تأكيده على الخوف والرجاء بحيث تكونا ملكة عند من يرشده ويعظه . فان حالة الخوف وحالة الرجاء مع أهميتهما لاستقامته ولكنهما ليستا غايتين تامتين ، وانما الغاية التامة أن يكون السالك يعبد الحق لغاية أسمى وهي ارادته للحق عز وجل ومعرفة معنى العبودية والمعبود والعابد والعبادة ليتم معنى الشكر كما في كلمات أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : " إلهي ما عبدتك خوفا من عقابك ولا طمعا في ثوابك ، ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك " [2] . وفي رواية أخرى عنه ( عليه السلام ) : " ما عبدتك خوفا من نارك ، ولا طمعا في جنتك ، ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك " [3] . وفي نهج البلاغة عنه ( عليه السلام ) قال : " ان قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار ، وان قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد ، وان قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار " [4] . z z z
[1] المصدر السابق . [2] راجع البحار : ج 41 ، ص 14 . [3] راجع البحار : ج 7 ، ص 186 . وفي : ص 197 . وفي : ص 234 . وفي : ج 72 ، ص 278 . [4] نهج البلاغة شرح محمد عبده : ج 4 ، ص 53 .
31
نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 31