responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي    جلد : 1  صفحه : 30


وروى أيضا بسند صحيح عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) انه قال : " المؤمن بين مخافتين : ذنب قد مضى لا يدري ما صنع الله فيه ، وعمر قد بقي لا يدري ما يكتسب فيه من المهالك فهو لا يصبح إلا خائفا ولا يصلحه إلا الخوف " [1] .
وأجاد العلامة المازندراني في شرح معنى الخوف الذي ورد في هذه الروايات الشريفة حيث قال :
( الخوف حالة نفسانية موجبة لتألمها بسبب توقع مكروه سببه ممكن الوقوع أو توقع فوات أمر مرغوب فيه ، ولو كان وقوع سببه معلوما ، أو مظنونا ظنا غالبا يسمى ذلك انتظار المكروه أيضا كما يسمى خوفا ، والتألم فيه أزيد .
وأما الخوف والتألم بسبب توقع مكروه علم قطعا عدم وقوع شئ من أسبابه فذلك وسواس وماليخوليا . . .
وسبب الخوف من الله معرفته ، ومعرفة جلاله ، وعظمته ، وكبريائه ، وغنائه عن الخلق ، وغضبه ، وقهره ، وكمال قدرته على الخلق ، وعدم مبالاته بتعذيبهم واهلاكهم ، ومعرفة عيوب نفسه ، وتقصيره في الطاعات والأخلاق ، والآداب مع التفكر في أمر الآخرة وشدائدها .
وكلما زادت تلك المعارف زاد الخوف وثمرته في القلب والبدن والجوارح ، إذ بالخوف يميل القلب إلى ترك الشهوات ، والندامة على الزلات ، والعزم على الخيرات ، ويخضع ويراقب ، ويحاسب ، وينظر إلى عاقبة الأمور ، ويحترز من الرذائل كالكبر والحسد والبخل ، ويذبل البدن ، ويصفر اللون من الغم والسهر ، وتشتغل الجوارح بوظائفه ويحصل له بترك الشهوات العفة والزهد ، وبترك المحرمات التقوى ، وبترك ما لا يعني الورع والصدق والاخلاص ، ودوام الذكر والفكر ، ويترقى منها إلى مقام المحبة ، ثم منه إلى مقام الرضا . . . ) [2] .



[1] المصدر السابق ص 71 .
[2] شرح أصول الكافي وروضته للعلامة محمد صالح المازندراني المتوفي سنة 1081 ه‌ أو 1086 ه‌ : ج 8 ، ص 205 - 206 .

30

نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي    جلد : 1  صفحه : 30
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست