نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 25
ويقطع تلك المراحل بهديه وهدايته وبنوره وحضوره كما دل عليه العقل والنص الشريف المتواتر عند جميع طوائف المسلمين بوجوب طاعة النبي ( صلى الله عليه وآله ) والأئمة الاثني عشر من بعده ( عليهم السلام ) . وليس معنى ذلك أنه لا يوجد عذاب القبر ولا يوجد حساب القبر وضغطته والبرزخ وغير ذلك ، بل العكس تماما فعلى المؤمن أن يؤمن بالموت الحقيقي وعذاب القبر ومسألة منكر ونكير والمعاد الجسماني . قال الشيخ الصدوق ( رحمه الله ) : " اعتقادنا في المسألة في القبر انها حق " [1] . وقال الشيخ المفيد ( رحمه الله ) : " جاءت الآثار الصحيحة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ان الملائكة تنزل على المقبورين فتسألهم عن أديانهم " [2] . ولكن لكل واحد من تلك الأمور مقامات وحالات تختلف باختلاف مقامات وحالات الانسان نفسه الذي يمر بها . وطريقة العرفاء بمعرفة أحوال الموت وما بعده انما هي شرح للأحاديث الشريفة المروية عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأهل بيته المعصومين ( عليهم السلام ) ، وليس فيها أكثر من ذلك . وإذا وجد في كلام أحد منهم - أعوذ بالله تعالى - غير ذلك فهو غير صحيح قطعا وانما هو من تخيلاته . فإنك تجد المعارف الجليلة التي وردت عن أهل البيت ( عليهم السلام ) مشروحة عند من رزقه الله تعالى تلك المعارف . ولا يصح لأي عارف أن يحصل على تلك المعارف والعلوم إلا من طريق أهل البيت ( عليهم السلام ) " من أتاكم نجى ومن لم يأتكم هلك إلى الله تدعون وعليه تدلون وبه تؤمنون وله تسلمون وبأمره تعملون والى سبيله ترشدون وبقوله تحكمون ، سعد من والاكم ، وهلك من عاداكم وخاب من جحدكم ، وضل من فارقكم ، وفاز من تمسك بكم وأمن من لجأ إليكم ، وسلم من صدقكم ، وهدي من اعتصم بكم ، من اتبعكم فالجنة مأواه ، ومن خالفكم فالنار مثواه ، ومن جحدكم كافر ومن حاربكم مشرك ، ومن رد عليكم في أسفل