نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 212
وبالجملة فمع هذه الجلالة والشجاعة والشدة والشوكة يصل به حسن خلقه إلى أن يهينه رجل سوقي ويستهزئ به ، فلا يظهر في حاله أي تغيير وتبدل ، بل يذهب إلى المسجد ويصلي ، ويدعو ويستغفر له . وإذا تلاحظ جيدا فان هذه الشجاعة التي عنده وغلبه هوى نفسه أعلى مرتبة من شجاعته البدنية ، قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : " أشجع الناس من غلب هواه " [1] . * حكاية : نقل الشيخ المرحوم في خاتمة المستدرك في ترجمة سلطان العلماء والمحققين وأفضل الحكماء والمتكلمين ، والوزير الأعظم ، أستاذ من تأخر وتقدم ، ذي الفيض القدسي ، حضرة الخواجة نصير الدين الطوسي ( قدس سره ) : ان ورقة حضرت إليه من شخص ، من جملة ما فيها : يا كلب ابن الكلب . ( فكان الجواب أما قوله : يا كذا ، فليس بصحيح لأن الكلب من ذوات الأربع ، وهو نابح ، طويل الأظفار . وأما أنا فمنتصب القامة ، بادي البشرة ، عريض الأظفار ، ناطق ، ضاحك ، فهذه الفصول والخواص غير تلك الفصول والخواص ) [2] . وبهذا النحو أجاب ورقته ، وأرداه في غياهب جب مهانته . يقول المؤلف : ان هذا الخلق الشريف من المحقق الجليل ليس ببدع ممن قال في حقه آية الله العلامة الحلي رضوان الله عليه : ( وكان هذا الشيخ أفضل أهل عصره في العلوم العقلية والنقلية ، وله مصنفات كثيرة في العلوم الحكمية والأحكام الشرعية على مذهب الإمامية وكان أشرف
[1] أقول : رواه الصدوق بإسناده عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : " قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ( أشجع . . . الحديث ) معاني الأخبار : ص 195 ، باب ( معنى الغايات ) ، ح 1 ، ورواه في الأمالي : المجلس 6 ، ص 27 ، ح 4 ، ونقله في البحار : ج 70 ، ص 76 ، ح 5 ، وفي : ج 77 ، ص 114 ، ح 2 . [2] مستدرك الوسائل للمحدث النوري : ج 3 ، ص 464 الطبعة الحجرية .
212
نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي جلد : 1 صفحه : 212