responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي    جلد : 1  صفحه : 13


باركنا فيها وكنا بكل شئ عالمين ) * [1] .
ومنها قوله تعالى متحدثا عن داود ( عليه السلام ) : * ( إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والاشراق * والطير محشورة كل له أواب * وشددنا ملكه وأتيناه الحكمة وفصل الخطاب ) * [2] .
ومنها قوله تعالى متحدثا عن سليمان ( عليه السلام ) : * ( فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب * والشياطين كل بناء وغواص * وآخرين مقرنين في الأصفاد * هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ) * [3] .
والانسان مجمع العوالم ومظهر الكمالات وقد صدق من قال :
وتحسب انك جرم صغير وفيك * انطوى العالم الأكبر [4] وقد ساعدت العقيدة الاسلامية الانسان للتعرف على كيفية ترقيه الكمالي ليكون مؤهلا للتصدي إلى موقعه الطبيعي الذي أراده الحق تعالى من خلقه له .
كما أن الرؤية الاسلامية قد وضحت للانسان مفهوم الحياة التي أكسبته القدرة والحيوية والحركة والفعل ، لأن الانسان بدون حياة غير قادر على الفعل والاختيار وغير قادر على القيام بالمهمات الكبرى وغيرها . إذ أن الحياة هي الجهاز المحرك للانسان .
ولكن : هل معنى ذلك أن مهمة الانسان ودوره سوف ينتهي بموته ؟ وينهدم كل شئ بناه عندما كان يتحرك وعندما كانت حياته معطاءة ؟
وهنا توضح الرؤية الاسلامية أن الانسان هو مركز التلقي للإرادة الإلهية إما مباشرة - وهم الأنبياء والرسل والمحدثون - وإما بواسطة ، وهم باقي الناس .
وتوضح أيضا أن الانسان هو مركز الحركة الكونية .



[1] سورة الأنبياء : الآية 81 .
[2] سورة ص : الآية 18 - 20 .
[3] سورة ص : الآية 36 - 39 .
[4] نسب هذا البيت من الشعر للإمام علي ( عليه السلام ) . . راجع الديوان المنسوب للإمام علي ( عليه السلام ) جمع وترتيب عبد العزيز الكرم : ص 57 .

13

نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست