responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي    جلد : 1  صفحه : 228


السيد ابن طاووس رضوان الله عليه انه : ( كان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) إذا دخل شهر رمضان لا يضرب عبدا له ولا أمة .
وكان إذا أذنب العبد والأمة يكتب عنده : ( أذنب فلان . أذنبت فلانة يوم كذا وكذا ) ولم يعاقبه . فيجتمع عليهم الأدب ، حتى إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان دعاهم وجمعهم حوله ، ثم أظهر الكتاب ، ثم قال : يا فلان فعلت كذا وكذا ، ولم أؤدبك أتذكر ذلك ؟
فيقول : بلى يا بن رسول الله .
حتى يأتي على آخرهم ، فيقررهم جميعا ، ثم يقوم وسطهم ، ويقول لهم : ارفعوا أصواتكم ، وقولوا : يا علي بن الحسين ان ربك قد أحصى عليك كلما عملت ، كما أحصيت علينا كلما عملنا ، ولديه كتاب ينطق عليك بالحق لا يغادر صغيرة ولا كبيرة مما أتيت إلا أحصاها ، وتجد كلما عملت لديه حاضرا كما وجدنا كلما عملنا لديك حاضرا ، فاعف واصفح ، كما ترجو من المليك العفو ، وكما تحب أن يعفو المليك عنك فاعفو عنا تجده عفوا ، ربك رحيما ، ولك غفورا ، ولا يظلم ربك أحدا ، كما لديك كتاب ينطق علينا بالحق لا يغادر صغيرة ولا كبيرة مما أتيناها إلا أحصاها ، فاذكر يا علي بن الحسين ذل مقامك بين يدي ربك الحكم العدل الذي لا يظلم مثقال حبة من خردل ، ويأتي بها يوم القيامة ، وكفى بالله حسيبا وشهيدا ، فاعف واصفح يعفو عنك المليك ويصفح ، فإنه يقول : * ( وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ) * [1] .
قال : وهو ينادي بذلك على نفسه ، ويلقنهم ، وهم ينادون معه ، وهو واقف بينهم يبكي وينوح ويقول : رب انك أمرتنا أن نعفو عمن ظلمنا فقد ظلمنا أنفسنا ، فنحن قد عفونا عمن ظلمنا كما أمرت ، فاعف عنا فإنك أولى بذلك منا ومن المأمورين ، وأمرتنا أن لا نرد سائلا عن أبوابنا وقد أتيناك سؤالا ومساكين ، وقد أنخنا بفنائك وببابك نطلب نائلك ومعروفك وعطاءك فامنن بذلك علينا ولا تخيبنا فإنك



[1] سورة النور : الآية 22 .

228

نام کتاب : منازل الآخرة والمطالب الفاخرة نویسنده : الشيخ عباس القمي    جلد : 1  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست