responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفتاح الغيب نویسنده : أبي المعالي القونوي    جلد : 1  صفحه : 58


حيث ظهوره بالوجود المقرن به الفائض من الحق تعالى ، جعله سبحانه آية على سر الوجود المحض من حيث هو هو ، واعتبارا له أيضا من حيث عروضه بحكم الألوهية لأعيان الممكنات .
ولما نبهنا عليه صح للقمر الجمع بين الامرين المتغايرين ، من الظلمة والنور ، واللطف والكثافة اللازمين له وقبول النقص والزيادة وانصباغه بسرعة حركته و إحاطته بقوى سائر الكواكب وحركاتها وخواصها وايصاله الجميع إلى ما هو تحته بالصورة .
هذا مع أن ما فيه من النور من كونه نورا لا يتغير ولا يغاير الشمس ، وهو خليفة الشمس في ظلمة الليل ، وهكذا هو خليفة الحق في الليل الكوني ، وكل يخلف الاخر في وقت ما ومقام ما من الجهة التي تقتضى تميز كل منهما عن الاخر ، فالخليفة في وقت يستخلف مستخلفه ، اما كناية بصورة الوكالة عن أمر الوكيل ، واما تصريحا أيضا ، كما وردت به الإشارة النبوية بقوله : اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة ( 62 - الفرقان ) ولليوم الجمع بين حكميهما ، كما أن مرتبة الكمال تجمع بين مقام الخلافة والاستخلاف ولا تنحصر فيهما ، فافهم .
ثم نقول : ومن حيث إن بالنور الشمسي ظهرت الكيفيات الخفية في الجرم المظلم القمري التي لولا النور ما شوهدت ، كانت الشمس مظهرة للقمر ، ومن حيث إنه لولا الاقتران الحاصل بين نور الشمس وجرم القمر ما وصف النور الشمسي بالاختلاف والتغير ، ولا اثر المد والجزر والنقص والنماء والذبول وغير ذلك من الآثار اللازمة له والظاهرة من الحق سبحانه به من حيث هو كذلك . ولا أمكن أيضا في الوقت الواحد جمعه بين أمرين مختلفين بحيث ان يبرد شيئا ويسخن آخر ، ولا ان يكون الإضائة

58

نام کتاب : مفتاح الغيب نویسنده : أبي المعالي القونوي    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست