الحاصل بالاقتران وقبول حكم الاشتراك ونحو ذلك من النعوت التي تلحقه بواسطة التعلق بالمظاهر . وينبوع مظاهر الوجود باعتبار اقترانه وحضرة تجليه ومنزل تعينه وتدليه ، العماء الذي ذكره النبي صلى الله عليه وآله مقام التنزل الرباني ومنبعث الجود الذاتي الرحماني من غيب الهوية وحجاب عزة الآنية ، وفي هذا العماء يتعين مرتبة النكاح الأول الغيبي الأزلي الفاتح لحضرات الأسماء الإلهية بالتوجهات الذاتية الأزلية ، وسنفك لك ختم مفتاح مفاتيحه عن قريب إن شاء الله تعالى . فللوجود المطلق - ان فهمت - اعتباران : أحدهما من كونه وجودا فحسب ، وهو الحق من هذا الوجه - كما سبقت الإشارة إليه - لا كثرة فيه ولا تركيب ولا صفة ولا نعت ولا اسم ولا رسم ولا نسبة ولا حكم ، بل وجود بحت [1] - وقولنا : هو وجود للتفهيم ، لا ان ذلك اسم حقيقي له ، بل اسمه عين صفته وصفته عين ذاته [2] - إذا اعتبرت فيه - فكماله نفس وجوده الذاتي الثابت له من نفسه لا من سواه ، وحياته وقدرته عين علمه ، وعلمه بالأشياء أزلا عين علمه بنفسه ، بمعنى انه علم نفسه بنفسه وعلم الأشياء بنفس علمه بنفسه ، تتحد فيه المختلفات وتنبعث منه المتكثرات ، لكن دون ان تحويه أو يحويها أو ان تبديه عن بطون متقدم ، أو هو من نفسه يفرزها فيبديها ، وله وحدة هي نفس كل كثرة وبساطة هي عين كل تركيب اخر أو أول مرة ، وكل ما يتناقض في حق غيره فهو له على أكمل الوجوه ثابت .
[1] - والحكم على تلك الحقيقة المقدسة عن كل حكم وإشارة بعدم الحكم كالحكم على المعدوم المطلق بأنه لا خبر عنه - خ [2] - قوله : بل اسمه عين صفته . . . إلى اخره ، كل ما ذكره بعد ذلك ليس شأن المرتبة الاطلاقية المقدسة عن تلك الأحكام ، بل راجعة إلى المرتبة الأحدية الجمعية والواحدية الجامعة التي فيها اعتبار الأسماء والصفات والتميزات والكثرات ، وإن كان كل ذلك راجعة إلى الذات ومتحدة معها ، وانها لبساطتها الحقيقية عين الكثرات وكل الأشياء وليس بشئ منها - خ