responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفتاح الغيب نویسنده : أبي المعالي القونوي    جلد : 1  صفحه : 17


فيه ومؤثر ، ولا تحقق لنسبة ما بنفسها فتحققها بغيرها ، ولا يجوز ان يكون ذلك الغير هو الوجود فحسب ، فان الوجود لا يظهر عنه مالا وجود له ولا يظهر عنه أيضا عينه على النحو الحاصل لما تقرر من قبل .
ولما كان أمر الكون كما سنبين محصورا بين وجود ومرتبته ، وتعذر إضافة الأثر إلى الوجود الظاهر لما مر ، تعين اضافته إلى المرتبة ومرتبة الوجود المطلق الألوهية ، وإليها وإلى نسبها المعبر عنها بالأسماء يستند الآثار ، والمراتب كلها أمور معقولة غير موجودة في أعيانها ، فلا تحقق لها الا في العلم ، كاعيان الممكنات قبل انصباغها بالوجود العالم المشترك بينها ، وبما ذكرنا من أمر المراتب تتميز عن الأرواح والصور ، فان الأرواح والصور ، لها وجود في أعيانها ، بخلاف المراتب ، وكذلك سائر النسب فافهم . فلا اثر الا لباطن ، وان أضيف إلى ظاهر لغموض سره وصعوبة ادراكه بدون ظاهر ، فمرجعه في الحقيقة أعني الأثر إلى أمر باطن من ذلك الظاهر أو فيه ، فاعرف وسنذكر تتمة سر الأثر في اخر هذا الكتاب في فصل الانسان الكامل إن شاء الله .
ومنشأ الأثر الإلهي لإيجاد العالم الذي هو ينبوع سائر الآثار هو باعث المحبة الإلهية الظاهر الحكم في الوجود المقترن بأعيان الممكنات الآتي حديثها ، وذلك بحسب مرتبة الألوهية وبحسب [1] نسبها المتعينة في مرتبة الامكان بأعيان المكونات فرعا واصلا ، جزء وكلا ، والمحبوب [2] والكمال الذي سيشار إليه وإلى حقيقة المحبة وحكمها في الموضع الأليق بذلك كله إن شاء الله .



[1] - فالتجلي الحبى ينبعث من التجلي الذاتي الكمالي الموجب للعلم بشهود كمال الجلاء والاستجلاء - ق
[2] - وكلا واجمالا وتفصيلا ، والمحبة لا يصح تعلقها بموجود أصلا ، فإنه يكون طلبا لتحصيل الحاصل ، والمحبوب - ج والمحبوب الكمال - ك م -

17

نام کتاب : مفتاح الغيب نویسنده : أبي المعالي القونوي    جلد : 1  صفحه : 17
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست