كل ما يتقلبون فيه ، واما المراد منه في كل وقت : فما يظهر به وعليه من الأحوال والافعال ويصدر منه على نحو ما يقع ، وذلك حكم الكمال الذي يخصه وتحصص له من مطلق مرتبة الكمال وحاله بحسب نسبته من الاسم الإلهي الذي صار هذا الانسان مظهره ومظهره بتعيينه إياه ، إذ بالأعيان وخصوصية استعداداتها تتعين الأسماء ، والا فالحق من حيث انقطاع نسبته من السوى علما ووجودا ومرتبة لا اسم له ولا وصف - كما سبق التنبيه عليه فاذكر - . قولي : هل أستعين به في بعض ما ذكر أو كله من حيث عينه ومرتبته أو استعان هو من حيثهما ، وهل الاستقلال حاصل لاحد الطرفين أو هو ممتنع مطلقا أو في بعض الأمور دون بعض ؟ اما في الوجود من حيث عينه ، فالاستقلال فيه للحق ، لا وجود في الحقيقة لسواه ولا موجد غيره ، وليس للغير الا قبول الوجود على وجه مخصوص بحسب استعداده ، وكونه شرطا في ظهور الوجود به على ذلك الوجه ، فافهم . لكن هنا سر لا يحل كشفه ، قد أومأت إليه من قبل ، وأزيده بيانا إن شاء الله . واما الأثر ، فللمراتب والحقائق الغيبية ولا ينضاف إلى الحق من حيث وجوده لما ذكرناه في أول الكتاب ، بل ينضاف إليه من حيث أحدية جمع هويته الغائبة عن المدارك باعتبار تعذر معرفة كنهه والإحاطة به ، ومن حيث مراتب أسمائه أيضا وصفاته باعتبار عدم مغايرتها له ، واما ارتباط الأثر بالوجود والوجود بالأثر من حيث كل موجود ، فمشترك ، ومن فهم ما ذكرته عرف أين ظهر حكم الاستقلال ، وأين خفى ، ومن أي وجه يتعذر ومن ايه لا . قولي : أي شئ هو فيه معنى وفيما خرج عنه صورة وبالعكس ؟ الملائكة قوى العالم ولا تخلو عندنا عن صورة ما ، وان يكن لها صورة معينة ، وهى في الانسان قوى نشأته ، ولا صورة لكل القوى ، لكنها تفعل بآثارها ، كالقوة المغذية