واحكام أصحابها ، متى عرف حالهم ونسبتهم من هذين الفلكين الإلهي والإنساني بالصفة الشمسية والقمرية ، ومعرفة الاسمين الربانيين الخصيصتين بهما والتحقق بالسر الجامع بينهما وبين سواهما . ومن لطائف اسرار ما ذكرنا وآية معرفته معرفة : لم كان دور القمر صغيرا ، الذي هو عند المحققين سماء الأجسام والصور ، ونظيره هنا الفلك البدني بالعمر الإنساني المزاجي العنصري ، وهو الأول في التعيين الجمعي والاستوائي ، وما فوقه أكبر حتى إلى الثامن ، فيقطع القمر فلكه في ثمانية وعشرين يوما ويقطع الكوكب من الثوابت فلكه في ثمانية وعشرين الف سنة وكسر - على رأى متأخري أهل الرصد وهو الصحيح كشفا - ما زاد القمر على الثمانية والعشرين يوما من السير المحسوب بالدقائق والكسور ، فبمقدار زيادة سير الثوابت على الثمانية وعشرين الف سنة بمقتضى النسبة والميزان الخصيصتين بهما ، لكن لا يعلم تحقيق ذلك الا الله ومن شاء من عباده ، فافهم . وفيه - أي في الفلك الثامن - ينتهى الكبر في صورة البطوء ، كما أن في نشأة من يكون فوقه - وهو التاسع - ينتهى حكم الدوام في نشأة واحدة ويظهر سر السرعة مع عظم الفلك وإحاطته ، وكذلك سرعة قبول التكيف والتغير والكون حاصل في أهل الجنة بحسب حكم الحركة العرشية ، ومن هنا يرتقى الانسان إلى شهود ما منه خارج عالم الأجسام ومعرفته ، وما يقبل التنوع منه والتغير - حالة التنقل والتطور في العوالم والأحوال والنشآت - وما لا يقبل التنوع منه ولا التغير والتناهي . فاعرف ما سمعت وما ادرج لك في هذه الكلمات ، ولا تحسبه علاوة خارجة عما قصد ايضاحه ، فليس الامر كذلك ، بل هو نبأ عظيم وسر جليل مجمل يطول تفصيله ويعسر افهامه وتوصيله الا لمن كحلت عين بصيرته بعد الاتحاد بالبصر بنور اليقظة واليقين ، وانتظم في سلك المتمكنين من عباد الله المحققين ، فالحمد لله رب العالمين .