425 - 5 اما الأول : فنقول : على الانسان - أي شأن الانسان الكامل على ما مر - ان يراقب الخواطر الأول ويجتمع عليها وعلى كل ظاهر أول ، وهو الخاطر الحاضر من غير تعمل في احضاره وطلب وتشوق لحضوره - وإن كان محدث الاتيان والبروز من الغيب - فتلك المراقبة للخواطر الأول التي هي شأن الانسان الكامل هي مراقبتك ربك التي متى لزمتها لن يمر عليك وقت لا تكون فيه مراقبا له ، وتعلم حينئذ شؤون ربك فيك وفيما خرج عنك باعتبار - وان دخل باعتبار - وتلك الشؤون مما يدركه من الكون بصرك وما يصل إليه فكرك وعقلك وما يشهده سبحانه في مشاهدك وما تطلع عليه من الغيوب في كونك أو حيت كان ، سواء كان كونه بك أو بربك أو بصفة جمعك . 426 - 5 فمن هذه القاعدة الحقيقية والميزان الحق تعرف حقيقة خواطرك حقيتها وهى الأول وكونيتها ، وهذا مع عدم الوقوف بالباطن مع شئ مما حصل لك كان ما كان وقوف تعشق وتصمم يوجب استصحاب حكمه زمانين على نسق واحد في زعمك ، وقابل من العالم الجملة الوجودية المشهودة ، والمرتبية والمعقولة ، علوا وسفلا ، حقا وخلقا ، بكل من اعتباري المحجوبين والمحققين بجملتك الوجودية والمرتبية وحازها بمعانيك وقواك الباطنة ومغانيك ، أي منازلك أو مراتبك محاذاة مثلك وزنا بوزن حرفا بحرف ، فقابل المتعين معرفته لك بالمتعين ، فإن كان تعينه مفصلا بمفصل وإن كان مجملا بمجمل وقابل المبهم عندك بمثله ، فإن كان المبهم كليا فبكلي أو جزئيا فبجزئي . 427 - 5 ولتكن هذه المسامتة جامعة لكل ما عدد صريحا ومطابقة من الأقسام وما أشير إليه ضمنا والتزاما ، ومن جملة الأمور التي ينبغي المسامته فيها الإحاطة والاطلاق عن حكم الحصر والتناهي ، فسامت حضرة الهوية الإلهية الذاتية الغيبية المجهول النعت من حيث اطلاقها عن حصر النعوت والأسماء بحقيقتك التي شأنها المماثلة للهوية وفي كل احكامها