responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 698


المعين والميل التعشقي من غير توقف عليه حال الاخذ وبعده ، بل على سبيل الاجتياز والعبور عنه إلى غيره حاضرا في كل ذلك مع التنوعين المذكورين من قبل ومشاهدا لهما ، وهما تنوعك بحسبه وتنوعه بحسبك ، وعليه يحمل قول من قال من الصحابة :
ما أنت يا مكة الا واد * * شرفك الله على البلاد 351 - 5 وكذا قولهم في الحجر الأسود على ما هو المشهور ، ويصحب ما ذكر من الأمور التي هي التحقق بالخلاص عن الميول الطبيعية والروحانية وعدم تحدث النفس بأمر وعدم الالتفات إلى أمر الا من الحيثية المذكورة امران : أحدهما تجلى الاسم الدهر الذي هو روح الزمان بنسبة التابعة . والثاني تجلى الشأن الكلى الإلهي بجزئيات شؤونه الواقعة في كل حال .
352 - 5 فإذا صرت كما ذكرنا وصحبك هذان التجليات لن تبقى لا حينئذ ولا بعد ذلك تحت حكم حالة خاصة ولا مقام معين متقيدا بهما تقيد تعشق ، بل أنت حالتئذ مع مطلق الحال الكلى المندرج فيه الأحوال كلها اندراج الألوان المختلفة تحت اللون الكلى ، فحكم هذا الحال المطلق فيك - إذا تحققت به - استجلاء صور الموجودات كلها ، أي شهودها ، و استجلاء المعلومات جميعها التي صرت مرآة لها ، أي استحضارهما كلاهما فيك باعتبار شمول نسختك على صور الموجودات بظاهرها وصور المعلومات بباطنها ، ثم استجلاء ما فيك فيما خرج عنك باعتبار ان ما في الخارج تفصيل صورة ما فيك .
353 - 5 ثم نقول : فان تحققت مع ذلك الاستجلاء للموجودات أو الاستحضار للمعلومات بالتجلي الذاتي المعتلى على تجلى الأسماء والصفات والمراتب والنسب وإضافات ، ظهر حكمك واثرك من حيث مقامك المطلق في غيب ذات ربك ، ولم يظهر عينك لفنائك واستهلاكك في الله ، فكنت تبعا لما أنت مرآة له ، وهو الحقيقة الجامعة بين الحضرتين : الأسماء الإلهية والحقائق الكونية ، أعني حضرة الوجوب وحضرة الامكان ، يحكم تلك الحقيقة الجامعة بك في كل شئ ، لأنك صورتها الجامعة لجميع ما في العالم .

698

نام کتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود نویسنده : محمد بن حمزة الفناري ( ابن الفناري )    جلد : 1  صفحه : 698
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست