إسم الكتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود ( عدد الصفحات : 722)
1113 - 4 الرابعة : ان احكام الممكنات وهى الاحكام التي لا يصح اضافتها إلى الحق من حيث هو هو يتصل من بعضها ببعضها ، لكن يظهر بالحق وفيه من حيث كونه نورا ووجودا ، ولا ظهور الا بنور الوجود ، وهو من حيث هو لا يتقيد ولا يتعدد ولا ينعدم ولا يحدث ولا يتغير ، فكل ذلك احكام يلحق بممكن ممكن ، لكن ظهورها بالحق ، فالأحوال لا تتقلب في الحق ، بل الحق يتقلب في أحواله بموجب : كل يوم هو في شأن ( 29 - الرحمن ) . 1114 - 4 لخامسة : ان صور الموجودات مظاهر نسب علمه ، أي صور الكيفيات العلمية المعبر عنها بالحقائق ، ولا يظهر الحقائق في الوجود الا بعد تأليفها بشرائط ، فيكون صور كلماته النفسية الرحمانية أيضا ، وهذا بحسب كل موجود موجود . 1115 - 4 اما جملة الموجودات ، فصور لحضرة علمه مطلقا ومظهر واحد مشتمل على تعينات متعددة نسبية ، لكن لحقيقة نفسه الأحدية ، عرف ان المثال الواقع في الوجود موافق للأصل الإلهي ، يعنى ان الكتابة الخارجة والنطق الإنساني صورة الكتابة الإلهية التي هي ايجاد ، وان الكتاب القولي مطابق للكتاب الإلهي الفعلي ومحكم بنيانه ، لذا سمى حكيما كما سمى الكتاب الفعلي مبينا ، ففي الكتابة دواة ومداد ثم حروف كامنة فيه ثم ورق ثم كتابة ثم قصد إليها ثم استحضار لما يراد كتابته ، وكذا في النطق علم الناطق وذهنه ثم حروف وكلمات كامنة مجملة فيه ثم نفس ، فصوت ثم قول ثم قصد إلى النطق ثم استحضار ما يراد به . 1116 - 4 فالمداد مع الدواة نظير مرتبة الامكان بما حوته من الممكنات ، يعنى ان الدواة نظير المرتبة والمداد نظير النفس الرحماني فيها ، وذهن المتكلم وعلمه في النطق أيضا نظير مرتبة الامكان ، وذلك لاحاطة الحق بما في مرتبة الامكان وجودا وعلما ، فكذا الانسان محيط بما في الدواة والذهن اظهارا ، ثم حقائق الممكنات التي في مرتبة النفس الرحماني والتجلي الاحدى كالحروف الكامنة في الدواة ، وعلم المتكلم وذهنه اندراج الكثرة التي يحصل من نواة التمر فيها ، وإليه الإشارة بقوله عليه وآله السلام : كان الله ولا شئ معه ، أي