إسم الكتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود ( عدد الصفحات : 722)
الوجود العيني الا وجود المتحرك ، فالزمان أمر متوهم لا حقيقة له ، وبهذا اليوم [1] يقدر سائر الأيام [2] من الف سنة وخمسين الف سنة وفي أيام الدجال يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كأسبوع ، فقد يكون هذا لشدة الهول لكن رفع الاشكال تمام الحديث في قول عائشة : فكيف يفعل في الصلاة في ذلك اليوم ؟ فقال صلى الله عليه وآله : يقدر لها ، فلو لا ان الامر في حركات الأفلاك [3] على ما هو عليه باق ما صح ان يقدر بالساعات المعلومة [4] بآلاتها ، بل يكون في أول خروج الدجال يكثر الغيوم وتتوالى بحيث يستوى في المرائي وجود الليل والنهار ، وهو من الحوادث الغريبة في آخر الزمان ، فالأيام كثيرة ، أصغرها الزمن الفرد [5] وعليه يخرج كل يوم هو في شأن ( 29 - الرحمن ) لان الشأن يحدث فيه ولا حد لأكبرها ، وبينهما أيام متوسطة أولها اليوم المعلوم باقسامه والباقي يتقدر به ، هذا كلامه . 898 - 4 ثم نقول : ومن هذا الذوق وهو ان عدد الأدوار بعدد رقائق الأسماء ، يعرف ان اختلاف الأيام وتفاوتها كاليوم الذي نعده وهو الدورة الواحدة العرشية والأيام الإلهية التي هي كالف سنة مما نعده كما قال : وان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون ( 47 - الحج ) ومن خمسين الف سنة وهى أيام ذي المعارج المذكورة في سورة المعارج [6] ، انما هو من اختلاف حيطة حكم الاسم أو المرتبة التي ينضاف إليه اليوم أو الحركة المعينة لذلك اليوم ، فكل اسم من الأسماء الإلهية يستند إلى حكمه أو حكم مرتبته كوكب وفلك له دور مخصوص ، فمدة الدورة الواحدة يوم واحد لذلك الاسم مثلا ثمانية وعشرون يوما مما نعده يوم واحد للاسم الذي يستند إليه روحانية القمر وعلى هذا القياس . 899 - 4 ولايضاح هذا الموضع بتمامه نقلنا ما قال الشيخ الكبير رضي الله عنه في الفتوحات
[1] - الأصغر المعتاد - ش [2] - الكبار - ش [3] - أي حركات الأفلاك لم يختل نظامها - ش [4] - التي يعمل صورتها لأهل ذلك العالم فيتعلمون بها الأوقات في أيام الغيم - ش [5] - فسمى الزمن الفرد يوما فهو أصغر الأيام والأزمان - ش [6] - قال الله تعالى في سورة المعارج : تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنة ( 4 - المعارج )