إسم الكتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود ( عدد الصفحات : 722)
الأجسام البسيطة ثالثة نتائج النكاحات الخمسة : نكاح الأسماء ونكاح الحقائق ونكاح الأرواح ، واما باعتبار ان العرش أول مظهر لمجموع العوالم الثلاث التي هي عالم المعاني وعالم الأرواح وعالم المثال ، إذ عند اعتبار التثليث في حقائق الطبيعة الأربعة يتعين اثنى عشر قسما في العرش ، فهلا صح لذلك الاعتبار ان يكون العرش مظهرا للنفس [1] ؟ 819 - 4 قلت : لأنها كثرة [2] اعتبارية وهذه كثرة محققة الصور ، فشتان ما بينهما ، وسر روح الكرسي الاسم الرحيم لاشعاره بخصوصية الوجود في كل موجود ، فالمعتبر فيه جهة تفصيل الرحمة وكثرتها - كما في الكرسي - 820 - 4 واعلم أن الرحمن الرحيم كما يعتبر ان اجمالا وتفصيلا - أعني عموما وخصوصا - في ذات الوجود ، يعتبر ان في الصفات والكمالات ، لهذا حمل الشيخ قدس سره ما في البسملة على الأول وما في الفاتحة على الثاني ليتحقق الإفادة ويمحق الإعادة ويستوفى وجوه الإرادة ، وهيهنا أيضا يمكن حملها على الاعتبارين ، لكن الأول أولي كما أخبرنا لأنه أشار الشيخ قدس سره هيهنا . 821 - 4 ثم نقول : وجميع الأفلاك صور المراتب والحضرات وكواكبها صور الأسماء الإلهية ، لان الأسماء مؤثرة حسب محلية المراتب ، فبذلك ظهر في الكواكب بحسب محلية الأفلاك نضدا علوا وسفلا وحركتها سرعة وبطوء ، وفي الجملة بحسب الأوضاع الفلكية المشتملة على أنواع الاتصالات الكوكبية . 822 - 4 فان قلت : المفهوم من هذا التقسيم ان ليس الأفلاك مظاهر الأسماء ، وقد مر ان كل موجود يستند إلى الحق باسم معين من حيث خصوصية توجه الحق إليه بحسبه ، فهو مظهر ذلك الاسم . 823 - 4 قلت : الأفلاك كذلك لما قال الشيخ قدس سره في الفك السليماني : ان كل
[1] - حاصلة : انه قد اعتبر البروج الاثني عشر فيه فلم لم يصح بذلك الاعتبار ان يكون مظهرا للنفس ؟ - ش [2] - أي في العرش تكون الكثرة اعتبارية بخلاف الكثرة في الكرسي ، فإنها محققة وسر روحه في الأسماء الرحيم لاشعاره . . . إلى آخره - ش