إسم الكتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود ( عدد الصفحات : 722)
الاحدى الإلهي أو إرادي وقسري بالنظر الثاني ، لكن إرادي إرادة ذاتية من حيث إنه حكم الجمع الإلهي ، وقسري من حيث إنه اثره اللازم ، وذلك لان القوة المحركة وقابلها في كل إحدى لا يتخلف - كما لا يختلف - بخلاف نفوس الحيوانات وطبائع العنصريات المفصلة . 683 - 4 الثاني : على علة تأثير الكواكب باتصالاها وحركاتها المختلفة وتلاقى أشعتها ، لأن هذه الحالات أسباب تركيب القوى السماوية الطبيعية عنصرية كانت - كما في السبع - أو غيرها - كما في الأربع الفوقانية - فمن السبع ما طبيعته بارد يابس والمستولى عليه الجواد كزحل . ومنها ما طبيعته حار رطب والمستولى عليه العلام كالمشتري وستستوفى ، فعند الاتصالات يختلط هذه الأسباب ويمتزج امتزاجا روحانيا للقوى ، مؤثرا في الامتزاج الجسماني . 684 - 4 الثالث : على سبب اختلاف تأثيرها ، وذلك لاختلاف الامتزاجات بينها بسبب الاجتماع والافتراق وتناسب المتصلات وتنافرها ، وبالجملة يندرج تحت اختلاف التركيبات والنكاحات المقتضى لاختلاف النتائج والثمرات . 685 - 4 الرابع : على علة تأثير الحركة في الحركة والحرارة في الحرارة ، وهى ان الحركة تحدث الحرارة والحرارة تحدث حركة أخرى ، وكذا تلك الحركة حرارة أخرى أعم من حرارة التجلي الذي تلك الحركة شرط لها ، أو من حرارة جرم الفلك بالحركة ، فبذلك تترادف الحركات وتتضاعف التجليات وتدوم إلى ما شاء الله . 686 - 4 الخامس : على سر ابراز الأفلاك والكواكب بالحركات والقوى والأرواح والأحوال والأشعة والنسب والمراتب والخواص اخرا صورة ما كان سببا في وجودها وظهورها أولا . 687 - 4 وذلك لما مر في الأصول ان لا تأثير الا لباطن في ظاهر ، بل لا تأثير لشئ الا في نفسه ، فاثره عين صورته - وان ظهر صورته - لكن لكونه عين ظهور حقائقه المستجنة وكمالاتها الغيبية غاية توجهه ومقصد تجليه ، وان كل تأثير مسبوق بالتأثر ، فالسر يحتمل إرادة ان الأفلاك انما تعينت بالطبيعة والجسمية الهبائية ثم اثرت في تعين طبائع العناصر