إسم الكتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود ( عدد الصفحات : 722)
النقي صورته الجمعية المعنوية ، كما أن مزاجه الأشرف الأعدل صورته الجسمانية وإليه أشار بقوله عليه وآله السلام : أول ما خلق نوري . 34 - 4 ثم قال : وهذا التجلي الأول يتضمن الكمال الذي حقيقة حصول ما ينبغي على ما ينبغي وهو قسمان : كمال ذاتي هنا يكون في مبدأ الرتبة الثانية حياة [1] يلازمه الغنى الذاتي ، وهو شهود الذات نفسه من حيث وحدته بجميع شؤونها - نزولا وعروجا دنيا وآخرة - شهود مفصل في مجمل دفعة واحدة ، كشهود المكاشف في النواة نخلا وثمارا لا يحصى . ثم كمال أسمائي ، هو ظهور الذات لنفسها من حيث تفصيل اعتباراتها ، اما ظهورا مفصلا أو مجملا بعد التفصيل من حيث مظهر شأن كلي جامع هو الانسان الكامل الحقيقي ، والفرق بينهما ان هذا بشرط شئ - بل أشياء - وتحقق الكمال الذاتي بلا شرط أصلا . 35 - 4 ومن احكام التجلي المتخذ فيه من حيث الكمال الذاتي اعتبار الوجود الذي حققته ما به وجدان العين نفسه في نفسه أو في غيره أو غيره في غيره ، واعتبار النور الذي هو الكاشف للمستور ، والعلم الذي هو ظهور عين لعين ، والشهود الذي هو الحضور مع المشهود ، اما من حيث الكمال الأسمائي المتعلق بها وسائر الأسماء أصلا وفرعا ، فمن شرطه التميز والمظهر والمرتبة والغيرية بالنسبة أو بالحقيقة بحكم المحل صوريا كان - كالظروف - أو معنويا - كالمراتب - فان لون الماء لون انائه ، وكمراتب الحس والروح والمثال ، تأمل تعرف اسرارا جمة : 36 - 4 منها : ان العلم بحسب التعين الأول ظهور عين الذات لنفسه باندراج اعتبارات الواحدية - مع تحققها - ويتعدى إلى مفعول واحد هو ذاته ، وبحسب المرتبة الثانية ظهور الذات لنفسها بشئونها مع مظاهر الشؤون المسماة صفات وحقائق ويتعدى إلى مفعولين ، إذ ظهر نفسه لنفسه ذا حياة وعلم وغيرهما ، فحصل في انتهاء المرتبة الثانية كثرة حقيقية
[1] - قوله : كمال ذاتي إلى الحياة ، أي الكمال الذاتي باطن الحياة التي تكون مبدأ الرتبة الثانية ، فإذا تنزل الكمال الذاتي إلى الرتبة الثانية يتعين أولا بالحياة وبعدها بسائر الصفات والأسماء - خ