إسم الكتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود ( عدد الصفحات : 722)
القلب ومتعلقها في كل آن من كل مريد ، فان القلب في الان الواحد لا يسع الا أمرا واحدا وإن كان من قوته ان يسع كل شئ يمكن على سبيل التعاقب وبالتدريج ، وبذلك امكنه دون غيره ان يسع الحق سبحانه . 676 - 3 ولما كانت الصور السفلية تابعة في الفعل للصور العلوية بإذن الله تعالى وانه عبارة عن التمكين من اظهار ذلك الفعل ، وعلم الحق سبحانه أزلا ان لكل فلك وكوكب وحضرة من الحضرات السماوية خواص مختلفة وقوى شتى ، وكل حقيقة وقوة منها يطلب لسان الافتقار من ربها كمالها واظهار ما به يتم ، ولن يكون ذلك الا بايجاد الحق ولن يحصل الايجاد الا بنفوذ الامر ولن ينفذ الامر حتى يتعين محل نفوذ الاقتدار ويستعد للتأثير الإلهي ، ولن يحصل الاستعداد لشئ الا بمواجهة الحق بوصف وحداني . 677 - 3 لا جرم خلق الله تعالى العرش المحيط وحداني النعت والصورة والحركة وأودع فيه امره الاحدى وجعل من خواصه رد الصورة الوجودية العلوية والسفلية من صفة الكثرة والاختلاف إلى صورة الوحدة والائتلاف ، فما في نفس من الأنفاس ولا آن من الانات الا والامر الواحد المشار إليه بقوله تعالى : وما امرنا الا واحدة كلمح بالبصر ( 50 - القمر ) واصل من الحق إلى جميع الموجودات بواسطة الحركة العرشية ليحصل الاستعداد لشئ لقبول ذلك الامر الوارد من الحق ، فقسط كل موجود من كل حركة من حركاته ان يبقى عليه حكم صفة الوحدة التي تلبس بها من الحركة المتقدمة ، هكذا ينتهى الامر متصاعدا إلى شيئية ثبوته ووحدته التي في علم الحق أزلا وبها قبل الوجود أول بروزه من حضرة العلم . 678 - 3 ثم يتضمن ذلك الامداد الحاصل بواسطة الحركة العرشية فوائد جمة : منها دوام التهيؤ بالصفة الوحدانية لقبول الامر الإلهي المفيد بقاء الصورة الوجودية ، إذ العالم مفتقر بالذات في كل نفس إلى الحق في أن يمده بالوجود الذي به بقاء عينه ، والا فالعدم يطلبه في كل زمان بحكم امكانيته العدمية ، فيقبل كل موجود بهذا الاعداد الامرى الواصل بالحركة العرشية نور التجلي الجمعي الاحدى الإلهي الوجودي إلى الاجل المسمى للبعض ولا إلى