على غيب الحق الا تعينه ، وكونه هو هو وعلمه بنفسه واعتبار انبساط نور الوجود على الممكنات وظهورها به وتولده من الأسماء الذاتية ينافيه . 490 - 3 وظني [1] ان التعين الثاني لكونه برزخا جامعا بين الأحدية والواحدية ، بل مشتملا في طرف الوحدة على قوة نسبة الأحدية مع سراية الواحدية ، وفي طرف الكثرة على نسبة الواحدية مع سراية الأحدية من وجهين كما سبق بيان الكل ، صح اعتبار العمائية التي هي عبارة عن البرزخية الجامعة للحقائق الإلهية والممكنة [2] في كل من التعينين ، وصح أيضا اعتبار حكم أحد التعينين في الاخر ، فيحنئذ يكون الأول منبعا للكل مجملا ، وصح أيضا اعتبار العمائية للتعين في أحدهما وأيها كان ، لكون الأول منبعا للكل مجملا ، والثاني منبعا للكل مفصلا ، فان الوجود العام الفائض يتبع الأول ذاتا والثاني تعلقا ، لأنه صورة الأول وظاهره ، لكن لقوة نسبة الأحدية وكون التكون في جهة سرايتها [3] ، اعتبرها في التفسير في التعين الأول ، لأنه أول مراتب التميز والظهور في الدروج ، كما أنه الاخر عند العروج وفي التعين الثاني في مفتاح الغيب ، لان فتح المبدئية منه ، والله أعلم . 491 - 3 فنقول : العماء المذكور في الحديث النبوي ينبوع مظاهر الوجود ، أي أصل الأعيان المظهرية ، والذي ينشأ منه اما بتفصيل مجمله وتفتيح مقفله - إن كان التعين الأول - واما بحكاية تفصيله الغيبي في الوجود العيني بحسب مرتبته روحانيا أو مثاليا أو جسمانيا أو غيرها - ان أريد به التعين الثاني - وهذا هو معنى قولنا : باعتبار اقترانه ، أي كونه ينبوعا للمظاهر باعتبار اقتران الوجود بالماهيات ، اما من حيث هو : فغنى عن الينبوعية ،
[1] - في التوفيق بين الكلامين - ق [2] - الكونية - ن - ع - ل - وقوله : وظني التعين الثاني . . . إلى آخره ، والتحقيق ان للحقيقة العمائية والنفس الرحماني حقيقة ورقيقة وباطنا وظاهرا وغيبا وشهادة كما الامر كذلك في جميع الحقائق الإلهية والأسماء الربوبية ، فالحقيقة والباطن والغيب منهما عبارة عن الفيض الأقدس والتجلي الأول ، لكنه باعتبار البرزخية والأحدية الجمعية يقال له العماء ، وباعتبار الظهور في الكثرات الأسمائية الذاتية يقال له نفس الرحمن والرقيقة ، والظاهر والشهادة منهما عبارة عن التجلي الظهوري الفعلي والفيض المقدس والوجود المنبسط ، الا انه باعتبار البرزخية يقال له العماء وباعتبار البسط والظهور في مراتب التعينات يقال له النفس الرحماني ، فافهم وكن من الشاكرين ولا تكن من الغافلين - خ [3] - أي الأحدية - ق - سرايته - ل