إسم الكتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود ( عدد الصفحات : 722)
والغيم هو الحائل بين السماء والأرض ، وهذه الحضرة حائلة بين سماء الأحدية وارض الكثرة الحقيقية ، قال : ولا يساعده الحديث النبوي ، لان المبين فيه قبل ان يخلق الخلق وهذه الحضرة تتعين بالتعين الأول ، لأنها محل ظهور الحقائق ، وكل ما يتعين فهو مخلوق فهو العقل الأول ، ولذا قد يسميها هذا القائل بحضرة الامكان وحضرة الجمع بين احكام الوجوب والامكان وبالحقيقة الانسانية ، وكل ذلك من المخلوقات . 468 - 3 وأقول : فيه غلط من وجوه : الأول : ان صاحبة الأحدية والواحدية والألوهية والنفس الرحماني وأم الكتاب وغيرها من المراتب الإلهية متعينات ليس شئ منها بمخلوق . 469 - 3 الثاني : ان حضرة الوجوب وحضرة الامكان وحضرة الجمع بينهما مراتب كليات غيبيات ، فكيف تكون مخلوقات ؟ 470 - 3 الثالث : ان الحقيقة الانسانية - مع أن الحقائق غير مجعولة مطلقا - هي صاحبة حضرة الجمع وحقيقة الحقائق الجامعة لها ، فكيف يكون مخلوقة ؟ فمن البين ان البون بين الحقيقة ومظهرها غير بين عنده - عياذا بالله من مثله - 471 - 3 الرابع : ان حضرة الواحدية هي التعين الثاني لا الأول كما سيظهر . 472 - 3 الخامس : ان الحكم على الحضرة التي ذكر انها منشأ أسماء الله بأنها العقل الأول يقتضى تخصيص الأسماء بالتعينات الخلقية ، والقول بان العقل الأول منشأ للجميع وليس شئ منها ، كذلك عندهم . 473 - 3 فأقول استنباطا من قول الشارح الفرغاني : ان الوجود المطلق من حيث إنه ذات الحق سبحانه لما اقتضى ان يكون له تعين يتجلى به على نفسها ، أي يظهر له ويعلمه بنفسه في نفسه ، ويسمى التجلي الاحدى الذاتي ويتضمن الشعور من الكمال الذي حقيقته حصول ما ينبغي ، بالذاتي المجمل الوحداني ، وهو مستلزم للغنى المطلق الذي هو عبارة عن شهود الذات نفسه من حيث وأحديته بجميع شؤونه واعتباراته باحكامها ولوازمها وبجميع صورها ومظاهرها المعنوية والروحانية والمثالية والحسية ، متبوعاتها وتوابعها