إسم الكتاب : مصباح الأنس بين المعقول والمشهود ( عدد الصفحات : 722)
ومتعلق الشهود هو المركب من البسائط ، مع أنه ليس بشئ زائد عليها الا نسبة جمعها المظهرة للامر الكامن فيها ، الذي لولا الاجتماع على النحو المقصود لم يعلم ولم يظهر عينه ، فالبساطة حجابك ، وبالتركيب الذي هو ستر على الحقائق يرتفع ذلك الحجاب ، مع عدم تجدد أمر وجودي ، هذا هو العجب العجاب . 112 - 3 الرابع : ما قال الشيخ قدس سره في النفحات : كل هيئة واجتماع من وجه أول ومظهر وما يتصل ويتعين به من مطلق الذات هو اخر وظاهر ، لان المظهر حكمه حكم المرآة ، فالمرآة إذا امتلأت بما ينطبع فيها لا ترى ، وانما يرى المنطبع [1] ، فلذا قلنا : كل مظهر باطن ، والظاهر هو المنطبع ، هذا مع أنه - أعني المنطبع - من وجه اعتبار تقدمه على حالة الانطباع باطن هذا الظاهر وروحه [2] ، وباطن الباطن [3] ما يعلم مجملا من غيب الذات بواسطة ما تعين منها ، باعتبار ان وراء هذا المتعين أمرا تعينه مسبوق باللا تعين ، وقد تعين من هذه الحيثية . هذا كلامه قدس سره . 113 - 3 إذا تحققت هذه الأصول فنقول : كل مظهر لأمر ما من هذه المظاهر - أعني صورته التي بها يتعين ويظهر حقيقته - سواء كان من المظاهر الحسية أو المثالية أو غيرهما مما ذكر ، لا يمكن ان يكون ذلك المظهر ظاهرا من حيث كونه مظهرا له ، والا لتوقف تعين كل منهما على الاخر ودار التوقف من جهة واحدة وهو محال ، ولا ظاهرا بذاته ، والا لاستغني عن الغير ولم يكن صورته ، وقد فرض انه كذلك ، هذا خلف ، ولا ظاهرا في شئ غير ذلك الظاهر ، والا كان التعين من ذلك الغير لا منه ، وقد فرض انه منه ، هذا خلف . 114 - 3 والتحقيق : ان قاعدة الظهور تبعية الظاهر للمظهر في التعين وبالعكس في الظهور ، ولا يتحقق [4] هذا على شئ من التقادير الثلاثة ، اللهم الا في صورة واحدة هي ان
[1] - قوله : من وجه أول ، وهو وجه كونه مرآة به يظهر مطلق الذات ويكون المرئي بهذا الاعتبار اخرا وظاهرا ، وإن كان من وجه آخر آخرا وهو اعتبار كونه ناشئا من الذات ، والذات بهذا الاعتبار أول - خ [2] - عطف على باطن ، أي روح هذا الظاهر - ش [3] - مبتداء خبره مجملا - ش [4] - أي ذلك التحقيق الذي هو قاعدة الظهور أو كون المظهر ظاهرا - ش - اما في الأول فلتبعية كل منهما الاخر في التعين ، واما في التقدير الثاني فلان المظهر لا يكون تابعا للظاهر في الظهور ، واما الثالث فلعدم تبعية الظاهر للمظهر في الظهور . قوله : اللهم ، استثناء منقطع وبيانا لمواد القاعدة - ق