نام کتاب : مشارق الدراري ( شرح تائية ابن فارض ) ( فارسي ) نویسنده : سعيد الدين سعيد فرغاني جلد : 1 صفحه : 56
لكثرة احكام الحقائق الكونية المتعلقة بمراتبها ، فكان المنطبع في المرآة الشعاع الوحداني الوجودي ، المفاض تلك الكثرة فكانت تلك الكثرة المنطبعة في المرآة الظاهرة ووجد المرآة مخفيا . واما في الروح ، فكثرة شئون الوجود العلمي الباطني ، النسبية التي صورتها الحقائق الكونية مرآة الوجود العيني الظاهري . فالوحدة فيها ظاهرة وكثرة الشؤون باطنة . ففي السير الأول ترفع حجب الكثرة أحكامها النفسانية عن مرآة وحدة الوجود إلى ان يظهر ويتجلى وحدة الوجود ، الظاهر من عين كثرة النفس وصور العالم ويظهر الكمال الحاصل للوجود الواحد بتلك الكثرة نزولا وفي السير الثاني يخرق حجاب وحدة الوجود العين ، الغالب اثره على الروح عن مرآة كثرة الشؤون النسبيّة المضافة إلى الوجود العلمي الباطني ، ليظهر التجلي الباطني بخصائص تلك الكثرة النسبية وهي العلوم الغيبيّة والاسرار الإلهية . وبعد فتق الروح يحصل بين أحكامها المتعلقة بحقيقتها الكونية وبين احكام سرّها ، أعني الوجود العيني المضاف إليها وبين أوصافها ، امتزاج وفعل وانفعال ، كما جرى بينها وبين النفس اولا ، لكن هاهنا ينسب الفعل إلى السرّ والانفعال إلى الروح ، فيتولد من مشيمة الروح عند ذلك ، ولد قلب قابل لتجلَّي الوجودي الباطني ، المشتمل على الشؤون وكثرتها النسبية مع مظاهرها التي هي الصور العلمية ليتحقق بالسير في غرض هذه الحضرة الباطنية بكليات الأسماء السلبية ، فتدخل في مبدأ الظهور التجلَّي الباطني في قسم الحقائق ، فتظهر به وعليه وفيه احكام هذا القسم . واعلم ان الشاهد في هذا القسم ، سرّ وجودي ظاهري والمشهود سرّ باطني ، بل يكون السرّ الظاهري مرآة للسرّ الباطني وأحكامه وآثاره ، فيكون السرّ الباطني بأحكامه وآثاره ظاهرا على السرّ الظاهري ، لكن يخفى عينه وآثاره عليه ، بل يكون كل واحد منهما مرآة للآخر بهذا الحكم المذكور ، فيظهر من بين ذلك حقيقة كل شيء وسرّه ، كما هو في الحضرة العلم الأزلي بلا تغيير وتبديل . فأول ما يبتدي السرّ الباطني من وراء ستر رقيق من صفة او حقيقة إلهية أو كونية لسرّ ظاهري ولكن خلف حجاب شفاف من اسم إلهي مقيد بحكم مختص بوصف ، ويسمى ذلك « مكاشفة » ، لانكشاف حقيقة كل واحد منهما بحكمه ووصفه على الآخر . ثم إذا بان كلّ واحد منهما للآخر بلا مظهر حقيقة وصفة ، لكن مع خصوصية وتميّز بسرّ ما علمي مدرج في كل واحد منهما للآخر بعينه ووصفه وخصوصيته ، إلَّا كون هذا ظاهرا والآخر باطنا يسمّى « معاينة » . « مكاشفه ومعاينه بعد از غروب شمس وجود مقام ظاهرى ختمى نبوت ، جانشين
56
نام کتاب : مشارق الدراري ( شرح تائية ابن فارض ) ( فارسي ) نویسنده : سعيد الدين سعيد فرغاني جلد : 1 صفحه : 56