نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 9
كنا لا ندرك ذلك من أنفسنا ومن العالم الذي يحيط بنا لكثرة ما يتعاقب علينا وعلى العالم من صور الفناء والبقاء . ويصف شعراء الفرس والترك كيف أضاء الحق بنوره الأزلي جميع نواحي الوجود ، وكيف أضاءت أسماؤه بالوجود أعيان الموجودات وهي في حال عدمها الأزلي ، فعكست كل عين منها كمالات الأسماء كما تعكس المرايا صور المرئيات ، وكيف تجلت صفات الجلال الإلهي في نار الجحيم وفي الشياطين وظهرت صفات الجمال في الجنة والملائكة ، وكيف جمع الإنسان في نفسه هذه الصفات جميعها فكان عالماً صغيراً فيه كل ما في العالم الأكبر من صفات الجمال والجلال . هذه بعض المعاني التي تغنّى بها شعراء الفرس والترك من أصحاب وحدة الوجود وكلها من مذهب ابن عربي في الصميم ومن بعض ما أودع في كتابه الفصوص . 3 - ابن عربي فيلسوف صوفي ولكن ابن عربي وإن وهب بسطة في الفكر والخيال ، وعمقاً في الحس الروحي ، يعوزه المنهج الفلسفي الدقيق والتحليل العلمي المنظم . فهو من غير شك فيلسوف صاحب مذهب ومؤسس مدرسة ، ولكنه فيلسوف آثر أن يهمل منهج العقل الذي هو منهج التحليل والتركيب ويأخذ بمنهج التصوير العاطفي والرمز والإشارة والاعتماد على أساليب الخيال في التعبير . وربما كان له عذره في كل ذلك لأنه - ككل صوفي - يعالج مسائل يستعصى على العقل غير المؤيد بالذوق أن يدركها ويستعصى على اللغة غير الرمزية أن تفصح عن أسرارها . ومتى كان العقل وحده أداة صالحة للوصول إلى اليقين ، أو إلى الحقيقة التي تطمئن إليها النفس ؟ ومتى كانت اللغة وحدها صالحة للتعبير عن تلك الحقيقة بعد الوصول إليها ؟ فابن عربي فيلسوف
9
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 9