نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 42
لا عذاب ولا ثواب إذن بالمعنى الديني في الدار الآخرة ، بل مآل الخلق جميعاً إلى النعيم المقيم ، سواء منهم من قدر له الدخول في الجنة ، ومن قدر له الدخول في النار ، فإن نعيم الجميع واحد وإن اختلفت صوره وتعددت أسماؤه . يقول ابن عربي في حق أهل النار : وإن دخلوا دار الشقاء فإنهم * على لذة فيها نعيم مباين نعيم جنان الخلد والأمر واحد * وبينهما عند التجلي تباين يسمى عذاباً من عذوبة لفظه * وذاك له كالقشر والقشر صائن أما الاختلاف بين أهل الجنة وأهل النار ، فاختلاف في درجة كل من الطائفتين في المعرفة با لله ومرتبتهم في التحقق بالوحدة الذاتية مع الحق . وحجة ابن عربي واضحة لا لبس فيها ، وهي مستمدة من روح مذهبه العام . ذلك أن رحمة الله وَسِعَت كل شيء ، وليس في الوجود شيء إلا ذكرته الرحمة الإلهية . ومعنى ذكر الرحمة الإلهية لشيء من الأشياء منح ذلك الشيء الوجود على النحو الذي هو عليه . فالنعيم الحقيقي هو الحال التي يكون عليها الإنسان بعد موته وعودته إلى أصله الذي عنه ظهر . هنا لك يتحقق كل من منزلته ، ويكون نعيمه على قدر هذه المنزلة ، أي على درجة قربه من الله . فمن تحقق بالوحدة الكاملة في حياته وعرف سر هذه الوحدة كان له أعظم قسط من النعيم ، ومن سترته الحجب عن هذه الوحدة فلم يدرك إلا جزءاً من أسرارها كان نعيمه على قدر إدراكه . 16 - خاتمة هكذا اقتضى مذهب وحدة الوجود أن يغير ابن عربي مفاهيم الاصطلاحات الدينية ويستبدل بها مفاهيم أخرى فلسفية صوفية تتفق وروح مذهبه فا لله عنده
42
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 42