responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 194


عاداهم وحفظه أموالهم وأنفسهم عليهم . وهذا كله تسخير بالحال من الرعايا يسخرون في ذلك مليكهم ، ويسمى على الحقيقة تسخير المرتبة . فالمرتبة [1] حكمت عليه بذلك . فمن الملوك من سعى [2] لنفسه ، ومنهم من عرف الأمر فعلم أنه بالمرتبة في تسخير رعاياه ، فعلم قدرهم وحقهم ، فآجره الله على ذلك أجر العلماء بالأمر على ما هو عليه وأجر مثل هذا يكون على الله في كون الله في شؤون عباده . فالعالَم كله مسخِّر [3] بالحال من لا يمكن أن يطلق عليه أنه مسخَّر . قال تعالى « كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ » . فكان عدم قوة إرداع هارون بالفعل أن ينفذ في أصحاب العجل بالتسليط على العجل كما سُلِّط موسى عليه ، حكمةً من الله تعالى ظاهرة في الوجود ليُعْبَد [4] في كل صورة . وإن [5] ذهبت تلك الصورة بعد ذلك فما ذهبت إلا بعد [6] ما تلبست عند عابدها بالألوهية .
ولهذا ما بقي نوع من الأنواع إلا وعبد إما عبادة تأله وإما عبادة تسخير .
فلا بد من ذلك لمن عقل [7] . وما عبد شيء من العالم إلا بعد التلبس [8] بالرفعة عند العابد والظهور بالدرجة في قلبه : ولذلك تسمى [9] الحق لنا برفيع الدرجات ، ولم يقل رفيع الدرجة . فكثَّر الدرجات في عين واحدة . فإنه قضى ألَّا يعبد [10] إلا إياه في درجات كثيرة مختلفة أعطت كل درجة مجلى إلهياً عُبِدَ فيها . وأعظم مجلى عُبِدَ فيه وأعلاه « الهوى » كما قال « افَرَأَيْتَ من اتَّخَذَ إِلهَه هَواه » وهو أعظم معبود ، فإنه لا يعبد شيء إلا به ، ولا يعبد هو [11] إلا بذاته ، وفيه أقول :
وحق الهوى إن الهوى سبب الهوى * ولولا الهوى في القلب ما عُبِدَ الهوى



[1] ب : ساقطة . ا : والمرتبة
[2] ب : يسعى
[3] ن : يسخر
[4] ب : لبعد
[5] ن : فإن
[6] ن : بعدم
[7] ا : غفل
[8] ب : تلبس
[9] ب : يسمى
[10] ب : تعبدوا
[11] ن : ساقطة

194

نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست