نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 192
فإن عبادة العجل فرقت بينهم ، فكان منهم من عبده اتباعاً للسامري وتقليداً له ، ومنهم من توقف عن عبادته حتى يرجع موسى إليهم فيسألونه في ذلك . فخشي هارون أن ينسب ذلك الفرقان بينهم [1] إليه ، فكان [2] موسى أعلم بالأمر من هارون لأنه علم ما عبده أصحاب العجل ، لعلمه بأن الله قد قضى ألَّا يُعْبَد [3] إلا إياه : وما حكم الله بشيء إلا وقع . فكان عتب موسى أخاه هارون لِمَا وقع الأمر في إنكاره وعدم اتساعه . فإن العارف من يرى الحق في كل شيء ، بل يراه كل شيء . فكان موسى يربي هارون تربية علم وإن كان أصغر منه في السن . ولذا لما قال له هارون ما قال ، رجع إلى السامري فقال له « فَما خَطْبُكَ يا سامِرِيُّ » يعني فيما صنعت من عدو لك إلى صورة العجل على الاختصاص ، وصنعك هذا الشبح من حلي القوم حتى أخذت بقلوبهم من أجل أموالهم . فإن عيسى يقول لبني إسرائيل « يا بني إسرائيل قلب كل إنسان حيث ماله ، فاجعلوا أموالكم في السماء تكن قلوبكم في السماء » . وما سمي المال مالًا [4] إلا لكونه بالذات تميل القلوب إليه بالعبادة . فهو [5] المقصود الأعظم المعظم في القلوب لما فيها من الافتقار إليه . وليس للصور [6] بقاء ، ف لا بد من ذهاب صورة العجل لو لم يستعجل موسى بحرقه . فغلبت عليه الغيرة فحرقه ثم نسف رماد تلك الصورة في اليمِّ نسفاً . وقال له « انْظُرْ [7] إِلى إِلهِكَ » فسماه إلهاً بطريق التنبيه للتعليم ، لما علم أنه بعض المجالي الإلهية : « لَنُحَرِّقَنَّه » فإن حيوانية الإنسان لها التصرف في حيوانية الحيوان لكون الله سخرها للإنسان ،
[1] ساقطة في ب [2] ب : وكان [3] ب : تعبدوا . ن : نعبد [4] ب : مال [5] ا : وهو [6] ب : المصور [7] ن : « وقال انظر » . ب : « وقال له موسى انظر » .
192
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 192