responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 172


وهي ميل إلى المراد الخاص دون غيره . والاعتدال يؤذن بالسواء في الجميع ، وهذا ليس بواقع ، فلهذا مَنَعْنَا [1] من حكم الاعتدال . وقد ورد في العلم الإلهي النبوي اتصاف الحق بالرضا والغضب ، وبالصفات . والرضا مزيل للغضب ، والغضب مزيل للرضا عن المرضي عنه والاعتدال أن يتساوى الرضا والغضب ، فما غضب الغاضب على من غضب عليه وهو [2] عنه راض . فقد اتصف بأحد الحكمين في حقه وهو ميل . وما رضي الراضي عمن رضي عنه وهو غاضب عليه ، فقد اتصف بأحد الحكمين في حقه وهو ميل . وإنما قلنا هذا من أجل من يرى أن أهل النار لا يَزَال غضب الله عليهم دائماً أبداً في زعمه . فما لهم حكم الرضا من الله ، فَصَحَّ المقصود .
فإن كان كما قلنا مآل أهل النار إلى إزالة الآلام وإن سكنوا النار ، فذلك رضا :
فزال الغضب لزوال الآلام [3] ، إذا عين الألم عين الغضب إن فهمت . فمن غضب فقد تأذَّى ، فلا يسعى في انتقام المغضوب عليه بإيلامه إلا ليجد الغاضب الراحة بذلك ، فينتقل الألم الذي كان عنده إلى المغضوب عليه . والحق إذا أفردته عن العالم يتعالى علواً كبيراً عن هذه الصفة على هذا الحد . وإذا كان الحق هُوِيَّة العالم ، فما ظهرت الأحكام كلها إلا منه وفيه ، وهو قوله « وإِلَيْه يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّه » حقيقة وكشفاً « فَاعْبُدْه وتَوَكَّلْ عَلَيْه » حجاباً وستراً . فليس في الإمكان أبدع من هذا العالم لأنه على صورة الرحمن ، أوجده الله أي ظهر [4] وجوده تعالى بظهور العالم كما ظهر الإنسان بوجود الصورة الطبيعية . فنحن صورته الظاهرة ، وهويته روح هذه الصورة المدبرة لها .
فما كان التدبير إلا فيه كما لم يكن إلا منه . ف * ( هُوَ « الأَوَّلُ » بالمعنى « والآخِرُ » بالصورة .



[1] ا : منعناه
[2] ا : فهو
[3] ن : الألم
[4] ا : أي ظهر وجوده ، أي ظهر وجوده تعالى

172

نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست