responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 166


الحمد أو الذم على حسب ما يكون . ولما كان الأمر في نفسه على ما قررناه ، لذلك كان مآل الخلق إلى السعادة على اختلاف أنواعها . فعبر عن هذا المقام بأن الرحمة وسعت كل شيء ، وأنها سبقت الغضب الإلهي . والسابق متقدم ، فإذا لحقه هذا الذي حكم عليه المتأخر حكم عليه المتقدم فنالته الرحمة إذ لم يكن غيرها [1] سبق . فهذا معنى سبقت رحمته غضبه ، لتحكم على ما وصل إليها فإنها في الغاية وقفت والكل سالك إلى الغاية . فلا بد من الوصول إليها ، فلا بد من الوصول إلى الرحمة ومفارقة الغضب ، فيكون الحكم لها في كل واصل إليها بحسب ما تعطيه حال الواصل إليها .
* فمن كان ذا فهم يشاهد ما قلناه * وإن لم يكن فهم فيأخذه عنا فما ثم إلا ما ذكرناه فاعتمد عليه وكن بالحال فيه كما كنا فمنه إلينا ما تلونا عليكم ومنا إليكم ما وهبناكم منا وأما تليين الحديد فقلوب قاسية يلينها الزجر والوعيد تليينَ النار الحديد . وإنما الصعب قلوب أشد قساوة من الحجارة ، فإن الحجارة تكسرها وتكلسها النار ولا تلينها . وما ألَانَ [2] له الحديد إلا لعمل الدروع الواقية تنبيهاً من الله : أي لا يُتّقى الشيء إلا بنفسه ، لأن الدرع يُتّقى بها السنان والسيف والسكين والنصل ، فاتّقَيْت الحديد بالحديد . فجاء الشرع المحمدي بأعوذ بك منك ، فافهم ، فهذا روح تليين الحديد فهو المنتقم الرحيم والله الموفق .



[1] ا : غير ما
[2] ن : لان .

166

نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست