responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 161

إسم الكتاب : فصوص الحكم ( عدد الصفحات : 226)


قد شكروا الله على ما أنعم به عليهم ووهبهم ، فلم يكن ذلك على طلب من الله ، بل تبرعوا بذلك من نفوسهم كما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه شكراً لمَّا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر . فلما قيل له في ذلك قال « أ فلا أكون عبداً شكوراً » ؟ وقال في نوح « إِنَّه كانَ عَبْداً شَكُوراً » .
فالشكور من عباد الله تعالى قليل . فأول نعمة أنعم الله بها على داود عليه السلام أن أعطاه اسماً ليس فيه حرف من حروف الاتصال ، فقطعه عن العالم بذلك إخباراً لنا عنه بمجرد هذا الاسم ، وهي الدال والألف والواو .
وسَمَّى محمداً [1] صلى الله عليه وسلم بحروف الاتصال والانفصال ، فوصله به وفصله عن العالم [2] فجمع له بين الحالين [3] في اسمه كما جمع لداود بين الحالين [4] من طريق المعنى ، ولم يجعل ذلك في اسمه ، فكان ذلك اختصاصاً لمحمد [5] عَلَى داود عليهما السلام ، أعني التنبيه عليه باسمه . فتم له الأمر عليه السلام من جميع جهاته ، وكذلك في اسمه أحمد ، فهذا من حكمة الله تعالى . ثم قال في حق داود - فيما أعطاه على طريق الإنعام عليه - ترجيع الجبال معه التسبيحَ ، فتسبح لتسبيحه ليكون له عملها . وكذلك الطير . وأعطاه القوة ونعته بها ، وأعطاه [6] الحكمة وفصْل الخطاب . ثم المنة الكبرى والمكانة الزلفى التي خصه الله بها التنصيص على خلافته . ولم يفعل ذلك مع أحد من أبناء جنسه وإن كان فيهم خلفاء فقال « يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً في الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ولا تَتَّبِعِ الْهَوى » أي ما يخطر لك في حكمك من غير وحي مني « فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ الله »



[1] ا : وسمى محمد
[2] ب : فوصله عن العالم
[3] ب : الحالتين
[4] ب : الحالتين
[5] ب : بمحمد بالباء
[6] ن : أعطاه

161

نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست