responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 157


مع علمها ببعد المسافة واستحالة انتقاله في تلك المدة عندها ، « قالَتْ كَأَنَّه هُوَ » ، وصدقت بما ذكرناه من تجديد الخلق بالأمْثال [1] ، وهو هو ، وصدق الأمر ، كما أنك في زمان التجديد عين ما أنت في الزمن الماضي . ثم إنه من كمال علم [2] سليمان التنبيه الذي ذكره في الصرح . فقيل لها « ادْخُلِي الصَّرْحَ » وكان صرحاً أملس لا أمت [3] فيه من زجاج . فلما رأته حسبته لجة أي ماء [4] ، « وكَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها » . حتى لا يصيب الماء ثوبها . فنبهها بذلك على أن عرشها الذي رأته من هذا القبيل . وهذا غاية الانصاف . فإنه أعلمها بذلك إصابتها في قولها « كَأَنَّه هُوَ » . فقالت عند ذلك « رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ » :
أي إسلام سليمان : « لِلَّه رَبِّ الْعالَمِينَ » . فما انقادت لسليمان وإنما انقادت لله رب العالمين ، وسليمان من العالمين . فما تقيدت في انقيادها كما لا تتقيد الرسل في اعتقادها في الله ، بخلاف فرعون فإنه قال « رَبِّ مُوسى وهارُونَ » وإن كان يلحق بهذا الانقياد البلقيسي من وجه ، ولكن لا يقوى قوته فكانت أفْقَه من فرعون في الانقياد لله وكان فرعون تحت حكم الوقت حيث قال « آمنت بالذي آمنت به بنو إسرائيل » . فخصص ، وإنما خصص لما رأى السحرة قالوا في إيمانهم با لله « رَبِّ مُوسى وهارُونَ » . فكان إسلام بلقيس إسلام سليمان إذ قالت « مَعَ سُلَيْمانَ » فتَبِعَتْه . فما يمر بشيء من العقائد إلا مرت به معتقدة ذلك . كما نحن على الصراط المستقيم الذي الرب عليه لكون نواصينا في يده [5] .
ويستحيل مفارقتنا إياه . فنحن معه بالتضمين ، وهو معنا بالتصريح ، فإنه قال « وهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ » . ونحن معه بكونه آخذاً [6] بنواصينا .



[1] « ا » و « ب » : بالامتثال
[2] ا : الصرح
[3] ا : نبت
[4] ا : حسبته ماء
[5] ن : بيده
[6] ا : آخذ .

157

نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست