نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 146
فإذا فهمت مقالتي * تعلم بأنك مبتئس [1] لو كان [2] يطلب غير ذا * لرآه فيه وما نكس وأما هذه الكلمة العيسوية لما قام لها الحق في مقام « حَتَّى نَعْلَمَ » ويعلم ، استفهما عما نسب إليها هل هو حق أم لا مع علمه الأول بهل وقع ذلك الأمر أم لا فقال له « اأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وأُمِّي إِلهَيْنِ من دُونِ الله » . فلا بد في الأدب من الجواب للمستفهم لأنه لما تجلى له في هذا المقام وهذه الصورة اقتضت الحكمة الجواب في التفرقة بعين الجمع ، فقال : وقدَّم التنزيه « سُبْحانَكَ » فحدد بالكاف التي تقتضي المواجهة والخطاب « ما يَكُونُ لِي » من حيث أنا لنفسي دونك « أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ » أي ما تقتضيه هويتي ولا ذاتي . « إِنْ كُنْتُ قُلْتُه فَقَدْ عَلِمْتَه » لأنك أنت القائل ، ومن قال أمراً فقد علم ما قال ، وأنت اللسان الذي أتكلم به كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه في الخبر الإلهي فقال « كنت لسانه الذي يتكلم به » . فجعل هويته عين لسان المتكلم ، ونسب الكلام إلى عبده . ثم تمم العبد الصالح الجواب بقوله « تَعْلَمُ ما في نَفْسِي » والمتكلم الحق ، ولا أعلم ما فيها . فنفى العلم عن هوية عيسى من حيث هويته لا من حيث إنه قائل وذو أثر . « إِنَّكَ أَنْتَ » فجاء بالفصل [3] والعماد تأكيداً للبيان واعتماداً عليه ، إذ لا يعلم الغيب إلا الله . ففرق [4] وجمع ، ووحَّد وكثر ، ووسَّع وضيَّق ثم قال متمماً للجواب « ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي به » فنفى أولًا [5] مشيراً إلى أنه ما هو [6] . ثم أوجب القول
[1] ن مقتبس بالقاف [2] أي موسى - يطلب غير ذا ، أي غير النار [3] أي ضمير الفصل والعماد وهو « أنت » [4] ب : وفرق [5] ن : ساقطة [6] جميع الشروح : ما هو ثمة ، ساقطة من المخطوطات الثلاثة .
146
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 146