responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 141

إسم الكتاب : فصوص الحكم ( عدد الصفحات : 226)


عيسى لا يحيي الموتى إلا حتى يطهر في تلك الصورة الطبيعية النورية لا العنصُرية مع الصورة البشرية من جهة أمه . فكان يقال فيه عند إحيائه الموتى هو لا هو ، وتقع الحيرة في النظر إليه كما وقعت في العاقل عند النظر الفكريِّ إذا رأى شخصاً بشرياً من البشر يحيي الموتى ، وهو من الخصائص الإلهية ، إحياء النطق لا إحياء الحيوان ، بقي الناظر حائراً ، إذ يرى الصورة بشراً بالأثر [1] الإلهي .
فأدى بعضهم فيه إلى القول بالحلول ، وأنه هو الله بما أحيا به من الموتى ، ولذلك نُسبوا إلى الكفر وهو الستر لأنهم ستروا الله الذي أحيا الموتى بصورة بشرية [2] عيسى . فقال تعالى « لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ الله هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ » فجمعوا بين الخطأ والكفر [3] في تمام الكلام كله لأنه [4] لا بقولهم هو الله ، ولا بقولهم ابن مريم ، فعدلوا بالتضمين من الله من حيث إحياء [5] الموتى إلى الصورة الناسوتية البشرية بقولهم ابن مريم وهو ابن مريم بلا شك . فتخيل السامع أنهم نسبوا الألوهية [6] لصورة وجعلوها عين الصورة وما فعلوا ، بل جعلوا الهوية [7] الإلهية ابتداء في صورة بشرية هي ابن مريم ، ففصلوا بين الصورة والحكم [8] ، لا [9] أنهم جعلوا الصورة عين الحكم كما كان جبريل في صورة البشر ولا نفخ ، ثم نفخ ، ففصل بين الصورة والنفخ وكان [10] النفخ من الصورة ، فقد كانت ولا نفخ ، فما هو النفخ من حدها الذاتي . فوقع الخلاف بين أهل الملل في



[1] ن : والأثر إلهياً
[2] « ا » و « ن » : بشرة
[3] ا : ساقطة .
[4] الضمير في « لأنه » عائد على الجمع بين الخطأ والكفر . فالمعنى أن الجمع بين الخطأ والكفر لم يكن بقولهم إن المسيح هو اللَّه أو إنه ابن مريم . وجميع الشراح عدا جامي والقيصري يسقط « لأنه » فالمعنى على إسقاطها أنهم جمعوا بين الخطأ والكفر لا بقولهم إن المسيح هو اللَّه أو إنه ابن مريم - بل بشيء آخر سنذكره بعد ( راجع جامي ج 2 ص 164 والقيصري ص 256 )
[5] ن : حيث أحيا
[6] ب : الألوهة
[7] ا : ألوهية
[8] المراد بالحكم هنا المحكوم عليه
[9] « ب » و « ن » : إلا أنهم
[10] ا : وإن كان .

141

نام کتاب : فصوص الحكم نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست